“أكتب حتى لا تزداد الأحزان تقرحا ، و لكي لا يسقط قناع الصبر عن وجه الحال .. أكتب كأنني أدعك جلد المشقة، لعل الألم ينقص و لو قليلا .
الكتابة زكام الشاعر، الشعراء كلهم مصابون و لا علاج لهم أبدا .
أكتب حتى لا تطول مسافة القلق أكثر من اللازم، اللغة فجوة و ثغرة، حين تتعقد خيوط الوصول و تشتبك .
لا أطمع في أكثر من هذا، أن يجري المجاز رخاء بأمري، و أن تتسيب اللغة من حظائر العادة، و تضيع في حقول الدهشة .
أنا واحد ممن تكبر عليه الأمور بفوضاها ، و باللغة أحاول ترتيب كل ما يبعثره الضجر ، أحاول إعادة الخاطر إلى مكانه المناسب باللغة .
————–
(ثمة حشد من المعاني يتأزم به الحال في عقلك ، طوح به خارجا جمعه في قصيدة )
بهوس غيمة في الإمطار
يعرق جبينك
و تخفق اللغة فيك
لتكتب ..
البارحة فقط
انحنيت لتشرب
من بركة العشق
ليزول العطش عن العاطفة ،
و اليوم
تتقيأ الحب على حياتك
و تكتب
كمن يريد أن يتذكر لينسى ..
تخنق العالم
في غرفة قصيدتك
وحده قلب اللغة
من يرأف بهوسك
أيها الشاعر .
—————-
حدس اللحظة لديك
كقوس صياد
بربك ،
كيف تصيب المعاني
برمية واحدة
في الرأس؟
تمهل الأحزان
حتى تتقوى عضلات التعبير
و لا تهملها أبدا،
تكدس الكلمات
في جيب العقل
و تلقي بها كالنرد
واحدة تلو الأخرى،
مراهنا على الدهشة .
أبو بكر لمليتي
اترك تعليقا