في صبيحة أحد الأيام
سألته : ماهي مكانتي في قلبك؟ بعدما أصبحت في حبه عاشقة ولهانه . إذ أنني كتمت ذلك بين جوانحي مخافت الهجران ، لكن كبريائه رفض الإجابة وحتج أن الأيام ستجعلني أعرف.
لازلت إلى حدود الآن لا أعلم هل أطلق على اهتمامنا ببعضنا : حب، أم عشق ،أم إعجاب، أم أنه شفق علي بعد علمه بمرضي، وختار البقاء معي حتى يؤنسني فيما يؤلمني.
لقد جعلني أهوى الحديث معه في جل الأوقات،لأنه شخص أشعرني بالطمأنينة والأمان ،ضحكته تنسيني آهاتي و يخفف عني أحزاني رغم بعد الأميال .أشعر بقربه بالسعادة والهناء، فكلما تذكرت ملامحه ابتسم رغما عني، لقد علمني كتيرا.
هذا ما جعلني بعد مدة من التفكير إخترت الإبتعاد لأننا نسير في درب مظلم ، لن يرضى به الله رغم أننا لم نتجاوز حدودنا. فتركت القرار للقدر إما أن يجمعنا في حلاله، أو الفراق أخير لأن القلب غير قادر على المعاناة .
في منتصف الليل
ليل كيغير عادته فيه ستكشق الحقيقة. و يا ليتني لم أعد السؤال عليه….
أعدت تكرار السؤال آلاف المرات، ففهي هذه اللحظة لم يفلت من قبضتي، فحاول تجنب ذلك لكنني لم أتركه ،قدم أعذار لتجاوز ذلك ،ومن بينها أنه خائف أن يكون جوابه ينافي جاوبي ويصيب بخيبة أمل ….
وعدته أن اجيبه فور إجابته.
بعد دقائق أفصح وقال : ‘ أحبك ‘ بدون أي مقدمات تفاجئت رغم أنني شعرت بذلك. تسارعت دقات قلبي ارتبكت فستجمعت قواي فسألته :
هل بإمكانك أن تحب فتاة مريضة ونسبة شفاءها من مرضها لاتصل ل 100/° ؟! .فأجاب أنني سأشفى
فأجبته بعد عدة محاولات للبوح عما يختلج في صدري بعد مقدمات تمهيدية بعد اللام بعد تفكير …. رغم أنني لم أكن متأكدة هل حقا أحبه….
أغمضت عيناي فقلت : أحببك أكثر مما ينبغي أنني أحبك.
فقال بصوت خافت :سيأتي يوما و تعلني ذلك و أنت معي . أجبته بسرعة وهذا ما لا أريد .
سكتنا لبضع دقائق وذهب هو لنوم وعدت مجددا أفكر.
يا ترى هل حقا أحبني؟!
ماهو مبتغاه من هذا الحب!
كيف يتصور الحياة معي؟ !
ما هي نهاية هذا الحب؟ !….
أسئلة كثيرة جعلتني أسيرة لها مما جعلني أعود خاوية الوفاض دون الحصول على أيت إجابة فجعلت من نوم مسكن حتى أنسى .
انتظرت بزوغ الفجر حتى أكلمه ،لكنه لم يحدثني انتظرت حتى نفد صبري…..
بعد أذان العصر لجأت لخالقي مكسورة وهو أدرى بي، طلبت منه المغفرة على مافعلت دعوته أن يختار لي الأصح وإن كان من أحببت شرا لي فيبعده عني، و إن كان خيرا لي فرزقني به عاجل غير آجل وأن يوحي لي بذلك حتى أعلم .
جلست وحيدة في غرفتي أفكر فيه،أستعيد كلامنا ومزاحنا أستعيد نظراتك لي، القصص الخيالية التي أبتركناه معا ،غضبه عندما لا أهتم بصحتي حتى إن لم أحادثه يغضب، تذكرت إهتمامه لي حزنه لحزني سعادته لي سعادتي، كنا نخلق من لاشيء ضحك فكنا لا نبالي للوقت لم أشعر بتلك السعادة إلا معه.
كان يلقبني بأوصاف تجعلني أطير فرحا فلا أبالي لفخامة إسمي ، لا أدري سبب ذلك.
فزداد تعلقي به يوما عن يوم إذ لايمكني أن أنام دون أن أسمع صوته . فعلمت أن لا طاقة لي بفراقك فأصبح أهم شيء في حياتي.
لازلت أتذكر الأيام التي إحتجت لمؤنس يساندني فكنت نعم الصديق .. خير مؤنس .. لم يتركني ولو لحظة بل ساعدني وحول حزني إلا سعادة بعد محادثتي له الطويلة.
وأخيرا إلتقينا على أرض الواقع ،وكم كنت متلهفة لذلك اليوم ، شوق وحب يعتري قلبي وكياني فور مشاهدتي لك من إبتسمت وعند اقترابك نظرنا لبعضنا وابتسمنا ابتسامة نابعة من القلب. عاتبتك قليلا على انتظاري الطويل لك لكن ابتسامتك جعلتني أنسى . نعم التقت القلوب بعد فراق.
سألني عن حالي وسألته أيضا عن أحاوله ،لكن الخجل جعلني غير قادرة على النظر إليه .عدنا لأدراجنا والسعادة تحوم حولنا .
لم أشعر حتى بدأت عيوني تعلن عن هطول كمية من الدموع تحزن على مافات…
بعد قليل أعلن هاتفي عن استقبال رسالة ممن أسميته ب ‘مصيبتي’ .حاولت الابتعاد لكن قلبي خدر عقلي وأجاب بمشاعره ،كنت متلهفة لحديث معه اشتقت لسماع صوته العذب تحدثنا ويا ليتنا لم نتحدث
سألته …
مالذي تريد من حبك ؟!
هل الله يرضى بحديتنا هذا؟ !
فكان جوابه صريحا أن الله حقا لن يرضى بذلك…
ولم تحبني؟ ! لما! !!!
لكنه لم يجيب
هذا مجعلني أغضب رغم أنني لا أريد أن أقسى عليه
أخبرته أنه مجنون أن كبريائيه هذا يغضبني.بل ستأتي من يجيبها وسيحبها .
فكان رده : نعم ستأتي من أحبها
حزنت لذلك
فصرخت : نعم ستأتي إذن فل ننسى ما فات ماحصل أمس ، يتضح أننا أخطأنا……..
فوافق على ذلك ولم يهتم لأمري رغم أنه يعلم أنني حساسة في أبسط الأمور .
أقفلت المحادثة فور حديثنا ، لأنني لم أكن متوقع أن تكون نهاية هكذا
نعم أحببتك لن أنكر هذا.
أحببتك بصمت ، بخجل ، بغيرة .
أحبك بعدد نبضات القلبي التي تسرع فور سماع صوت من تحب.
أحبك للحد الذي أتمنى إسعادك حتى وإن كنت في أسوء حالاتي.
أحبك عندما توصيني بنفسي، وأجن عندما تقول كلاما لا يقال لغيري.
أحبك بقدر مايضحك قلبي وهو معك….
تمنيت أن أكمل حياتي معك، رغم أنني كنت رافضة أن أشارك حياتي مع أحد، رغم خوفي من العيش مع رجل غير أبي، رغم أنني أعارض أن أكون ملك لشخص أخر…
هل تدري أنني تخليت عن الجميع من أجلك ، غيرت عاداتي لأراضيك.
تمنيتك أنت دون البشر….
ونحقق أحلامنا معا.
لم أشك في حبك لي بل أنني صدقتك أحببتك بعيوبك تقبلتك كما أنت.
ليتني لم أتمنى
كبريائك جعلك تخفي مشاعرك وتنسى من أحببت.
عزة نفسك جعلتني أعيد النظر في من أحبني حقا. دون قيود ، من تحمل أخطائي و زلاتي وتقبلني كما أنا .
يغير حالي فور شكواي له….
إنه ربي
يشعر بآلامي أحزاني.
يستقبلني بكل فرح .
كلما ضاقت الدنيا بي أذكره فأتحسن.
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب ”
علمتني يا من أحببته ولم أعد بسببك،أن الحياة تعطي وتأخذ منا .لذلك قلبي لم يعد قادر على الخذلان ممن يحب .
“نعم كل الحيطان مائلة ”
تركت جرح عميق في قلبي…
وودت لو تخبرني أنك كنت تنتظر الفرصة لتخبرني مدى حبك لي. وتطلب المغفرة مني وتحتوي كل آهاتي وتعيد ترميمها وتترك كبريائك لمن لايستحق لكنك تركتني
عذرا
سأتركك يا من أحببت حتى تنعم براحة و بسعادة بدوني كما أخبرتني أنك تحبها وهي لازلت غير معروفة …
لتعيش السعادة مع التي تنتظرها بفارغ الصبر
لأنك تحبها هي ولست انا .
النهاية
نعيمة ممادي / أكادير
حاصلة على شهادة بكالوريا شعبة علوم إنسانية
طالبة جامعية سنة أولى في كلية الشريعة
18 سنة
عاشقة لقراءة
مولوعة بالكتابة
اترك تعليقا