بينما كنت ازرع بعض الأزهار لتزيين شرفة منزلي،سرني منظر جميل لشجرة الريحان ،وهي تتباها بخضرتها ،وزهورها البيضاء المتفتحة،تفوح منها رائحة زكية، عطرت المكان، عند التمعن فيها امتلأ قلبي روعة وهيبة واجلالا لشموخها،وصمودها،فهي هنا شاهدة على كل الازمنة.
على غصن من اغصانها ،بنى عصفور الحسون عشا لانثاه وصغارها، ويا………لروعة الأنثى لما تشدو،بصوتها الجميل عند سماعها كل مرة ،اخال نفسي وكأني على منصة، في مسرح من مسارح الأوبرا العالمية. مضى يومين دون ان اسمع غناءها ،ربما هاجرت عائلة الحسون ففصل الربيع يوشك ان ينتهي،فجأة لمحت عند جدع الشجرة،عصفورا صغيرا يحاول الطيران دون جدوى نزلت مسرعة لاستطلع امره، فإذا هو فرخ من عائلة الحسون المهاجرة، وضعته بين يدي وهو يرتجف من الخوف والألم، داعبته باصبعي ليهدا. عدت للمنزل،عالجته ،جلست على الكنبة أنظر إليه، أتساءل ماذا وقع له ،ما قصته، كيف انتهى به الأمر مرميا على الارض، ما سبب حرمانه من دفىء وحضن عائلته.
هدأ العصفور،نفض ريشه،حرك جناحيه ،طار،ثم نزل على حافة النافذة، عمدا تركتها مفتوحة لربما رغب اللحاق بعائلته ،من التعب استسلمت للنوم،في حلمي دار حوار بيني وبينه.
انا: ما بك
العصفور: امي تخلت عني
انا: ربما عند سقوطك لم تنتبه لك
العصفور:بلا: انتبهت
انا: كيف لام ان تتخلى عن صغيرها العصفور:امي .. اتعلمين السبب هي تخجل كونها امي
انا:لما؟
العصفور: لفشلي وعدم استطاعتي الطيران،اتعلمين هي دائما ما كانت تناديني بالهجين
انا: اهدأ عصفوري الحبيب،إذا تخلت هي عنك، فأنا لا ، أنا امك، انا عائلتك ، لست هجينا ،انت طائر من أجمل أنواع الطيور انت طائر الحسون. إنتهى الحلم هنا،استيقظت ،نظرت إلى النافذة ،مازال العصفور هناك، اقتربت منه وقلت له: لن اضعك في قفص، لن اسجنك، انت حر،ان اردت البقاء معي فأنا امك،وان رغبت الرحيل سيكون اختيارك، انا لن أناديك الهجين، ولا بالطائر الحسون ساسميك:اتوج فهذا اسم دلع تحمله من زرعت الحياة والامل والابتسامة في حياتي من جديد . فانت عصفوري وهي ملاكي.
أمال الإدريسي – طنجة
اترك تعليقا