مررت امام منزلي القديم والوقت عصرا، السماء أمطرت هذا اليوم وغسلت قرميد واجهته ،لاحظت قطرات تنزل كالدموع على جدرانه ونوافذه، حتى منزلي رغم صلابته تأثر لحالي…عذرا لم أرحل عنك بارادتي ولكن قسوة الزمن والظروف هما السبب.
انت لم تتغير نفس الجدران ، نفس النوافذ حتى مقبض بابك هو نفسه، اما صاحبتك التي كانت تصعد وتنزل ادراجك كالفراشة انظر إليها الان ،هي على كرسي متحرك عاجزة انهكها المرض والتعب والغضب والألم والحسرة… أتدري منزلي ،انا بعتك للغير ليس لاني سئمت منك او لم تعد تروق لي لا يا منزلي الحبيب.. فالسرطان اللعين هو السبب تكاليف علاجه الباهظة ارغمتني على ذلك، ساومني اللعين بينك وبين الحياة ، فتخليت عنك واخترت الحياة،واي حياة؟ حياة الألم والعجز والخوف الدائم من شبح يلاحقتي اسمه اللعين الخبيث السرطان.
فلا تحزن منزلي ولا تبكي فساتحداه، لن يأخذ مني الحياة التي بسببها تخليت عنك ، لن يهزمني رغم عجزي وضعفي فالله معي ولن يتخلى عني هو قادر على كل شيء هو الشافي العافي.
امال الإدريسي – طنجة.
اترك تعليقا