أضحت الفنانة الركراكية بنحيلة سفيرة للفن الفطري، تجول الكثير من البلدان الأوروبية كسويسرا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، عارضة ما يثير إعجاب الآخر الذي يرى في لوحاتها البسيطة جمالية بدائية، تعبر عن فطرة إنسانية لم تطرز بنظريات التجريد والتشخيص والانطباع.
رغم أنها حققت جزءا مما كانت تحلم به من الانتشار وطنيا و دوليا، فإن الراحلة الركراكية بقيت في بساطة لوحاتها، تجسد فنها شكلا ومضمونا، فهي تلتقي الآخرين بتلقائية الطفولة، وتنفق ما تجنيه من لوحاتها على الهدايا، لتوزعها بفرح الطفولة وتساند بما تبقى معارفها وكل من طرق بابها طلبا للمساعدة، لتبقى خالية الوفاض وكأنها بغير التزامات، ولا يهمها بعد ذلك أن يكون رصيدها البنكي صفرا.
يشار إلى أن الفنانة بنحيلة الركراكية، ازدادت بمدينة الصويرة عام 1940 وتوفيت بدوار لمساسة بجماعة الحرارثة بضواحي الصويرة مساء الاثنين 09 نونبر 2009 وبه دفنت تبعا لوصيتها، والراحلة من الفنانات الفطريات، اللواتي ساهمت الكاتبة والباحثة الاجتماعية فاطمة المرنيسي في التعريف بهن داخل وخارج المغرب.
وسبق للقناة الثانية دوزيم أن قدمت لمشاهديها، شريطا تلفزيونيا مستوحى من حياة الراحلة بنحيلة وحمل اسمها “الركراكية”، شارك في بطولته كل من فاطمة خير والراحل محمد بسطاوي ورفيق بوبكرن وسعيد باي والبشير واكين، يحكي الشريط قصة المرأة الفنانة، التي ترعرعت في عائلة محافظة، تتشبث بتقاليدها، وتقوم على تقدير الرجل، ومنحه السلطة المطلقة داخل الأسرة. وتجد بنحيلة نفسها محبوسة بين إثبات الذات، الذي يعد خروجا عن المألوف داخل أسرتها، وبين التقاليد والواقع الاجتماعي القاسي، لتفكر في وسيلة للتحرر، و إثبات وجودها كامرأة مبدعة في المجال الفني.
سفيان المسوكر – مدينة الصويرة
خريج برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا