صدر للكاتبة المغربية، ابنة مدينة الصويرة، ذ.فاطمة الزهراء بابا احمد، كتاب، صادر في طبعة أنيقة، باللغة العربية، بأسلوب سلس بديع، بمثابة بحث علمي رصين، حول “بركة محمد” المنقوشة على الأبراج والأسوار والأبواب التاريخية بالمدينة العتيقة للصويرة، والكتاب من تقديم الدكتورة مينة المغاري، وإخراج أيوب يزامي وفاطمة الزهراء زيدوني، وطبع ونشر منظمة الإيسيسكو.
وفي تقديمها لهذا الكتاب القيم، أوضحت الدكتورة مينة المغاري، أن الباحثة فاطمة الزهراء بابا احمد، أصرت بإلحاح الإلمام بجوانب متشعبة للخط العربي عبر أهم عصوره، فحضر التحليل العلمي والفكر، والتفكر لمادة غنية تتماشى مع مضامين الموضوع، وقدم لنا مؤلفا غنيا بوثائق مصورة لزخارف وخطوط ذات نكهات إسلامية عديدة، شرقية ومغربية.
وأبرزت المغاري، أن الباحثة استطاعت أن تقرأ مفردات النقيشة الخطية التي تنطوي في ثناياها القدسية والجلال. نقوش خطية تضفي على المباني بعدا روحيا، تجسد النسب والتناسب، والجوهر الهندسي والإيقاعي حسب النسب الفاضلة والقياسات السليمة بصورة جلية، وتمثل النقطة الوحدة النموذجية القياسية له. خطوط تحقق الارتباط الواضح بالقيم العليا المطلقة، وقد أمتلك الخط العربي قدسيته من خلال ارتباطه بالمتعالي، فليس بغائب عن الذهن، محافظة اللغة العربية بحروفها وتراكيبها ومفرداتها على القيم الفكرية والحضارية، هذا ما ما يكشف عنه هذا المؤلف الهام، تستطرد الدكتورة المغاري، الذي يأتي في وقته يثبت برزانة علمية مدى حرص السلطان سيدي محمد بن عبد الله، على صقل اللمسات الفنية المغربية، المستلهمة بانتقاء مدروس من أهم المدارس الفنية السابقة، وها هي رحلة الخط الكوفي بالمغرب ورحلة النقيشة الخطية “بركة محمد” عبر الزمان وعلى اختلاف حواملها بقلم الباحثة فاطمة الزهراء بابا احمد، رحلة شيقة نقرأ مرحلها من خلال هذا الكتاب، المبني باحترافية عالية.
وعن كتابها، الذي يعد الأول من نوعه في الحديث عن نقيشة “بركة محمد”، أوضحت الباحثة فاطمة الزهراء بابا احمد، في حفل توقيع كتابها بدار الصويري، أنها اختارت أن تكون مهمة الكتاب، التعريف بهوية “بركة محمد”، هذا الشاهد الأثري الصويري الأبرز الذي شغل الناس بحاضرة الصويرة وبغيرها من الحواضر، وذلك ببحث مستفيض ومتعمق لكل جوانبه المعرفية المتعددة، يراد منه المساهمة في إقامة صرح روح مدينة الصويرة وفي تجلية ملامح ومعالم حضارته الإسلامية المجيدة، وذلك من خلال “بركة محمد” الورد اليومي المرابط على أسوار وبروج وأبواب مدينة الصويرة العتيقة.
وأبرزت بابا احمد، أن ثمرة الجهد المبذول في تأليف الكتاب، هو عمل معرفي متعدد الأبعاد، حيث تحدثت فيه عن “بركة محمد” بالأريحية التي منحتني إياها المعطيات التاريخية والدينية والأذبية والعملية والفنية بكل تشكيلاتها، من خلال انفتاح تقافي غير متحيز على كل العلوم والفنون وكل الأديان والمذاهب والطوائف، وتنقل إفتراضي عبر مختلف الأزمان والأماكن، الشئ الذي منحني، تضيف بابا احمد، أفقا فكريا متسعا، جعل نقيشة “بركة محمد”، تنطق لتمدنا بدلالات سلطتها وأبعادها الروحية والثقافية، كل ذلك موصولا بالإطار المكاني والزماني، الذي صنعت ووضعت فيه، لنستطيع تفسير سلطانها السيكولوجي وتأثيرها الوجداني والروحي على المجتمعات التي وجدت فيها.
يشار، أن حفل التوقيع تميز بتوزيع نسخ من الكتاب على كل الحاضرين بشكل مجاني، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا كبيرا وتنويها خاصا على اعتبار أنها مبادرة غير مسبوقة محليا.
إيمان أربيعة – خريجة برنامج الصحافيون الشباب لأجل إعلام ثقافي
بشراكة مع المركز الدولي للصحفيين ICFJ
اترك تعليقا