تحاجج إحداهن بقول عمر بن الخطاب “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟” هكذا نطقت العبارة بالحرف الواحد، عندما كانت في مناظرة مع أحد العلماء. هي تتحدث باللغة العربية، حيث تقول أنها فتاة عربية ولكن يبدوا أنها لا تفرق بين الحرية ، والعبودية. كيف تكون حرا تكبح جماح أهوائك، تسيطر على رغباتك، وكيف تصبح عبدا لأهوائك، منقادا لرغباتك .
فهم قاصر للحرية “كيف أكون مختلفا ، كيف ألفت أنتباها” وإن كلفه ذلك التنازل عما يدين به ، أو ما هو متعارف عليه في مجتمعه . فهذا الشكل ، ليس مجرد صورة عابرة ، ذو فكرة طفيفة ، بل تحمل معاني غزيرة ، ذات أبعاد عميقة . فلم تكن الحرية كما يفهما البعض ؛ لأن الحرية ذات اسم سامي يحمل قيمة سامية .
فالحرية أسمى من أن تصنع الفتاة بشكلها هكذا، أسمى من أن تخرج بقطعة قماش تبين مفاتـنها . وأن الحرية أسمى من أن يضع الولد “السلاسل” على الرقبة واليدين، وأسمى من أن يخرج بثياب مضغوطة مقطعة – و لا ريب أن كل إنسان يرتكب الوزر – حتى إذا ارتكب أحدهم الوزر، برر ذلك بقوله “أنا حر” !!!
والبعض يتحدث بأسلوب هزيل ، مقارنا طول الزرافة ، بحجم الفيل ، قائلا “الغرب وصل إلى الفضاء ، وأنتم تبحثون عن هذه الأشياء” هم لا يعلمون أن الغرب وصل إلى الفضاء بالعلم لا لأنه متـعري . أما المقلد فدائما مايكون عـاري العقل والجسد معا ، فكيف يتحدث عن النهضة . بل أن الأقمار الصناعية التي أطلقها الغرب هي الآن تعرض لنا على الشاشات ، ما ووري عنا من السوءات .
إن مفهوم الحرية يجنح عن المسار ، ويأخذ مكانا غير مكانته ، حيث أصبح المفهوم مسخا مفصلا حسب ما يوافق الأهواء ، والتطور والرقي يجنحان أيضا فأصبحوا مختزلين في مثل هكذا مواضع.
أحمد الوسيع – مدينة أسفي.
اتب وطالب بمدرسة العليا الأساتذة الرباط
اترك تعليقا