لم تكن لدي فكرة عن الشاعر ولا عن الديوان منذ أن سمعت به ومنذ أن ظهر للوجود ولا حتى الرغبة في مطالعته .
لكن الفضول شغل مخيلتي لأتصفح كل مؤلف كتب له القدر أن يظهر للحياة، لألقي عليه نظرة وأفتش فيه وأبحث في مواضيعه ومحاوره.
إن كان يناسب مزاجي وتفكري جعلته مرافقا لي، حتى تنتهي رحلتنا : وأقول حينها : كنت مرافقا حسنا، نلتقي في لحظة أخرى.. فإن كان عكس مزاجي وخارج رغبتي يكون أقل شيء أنه مر من بين أنظاري…
وكان أول أمر قد لمع أمام أنظاري عيني بعد أن قدم لي صديقي الأديب هذا العمل الأدبي القيم بعنوان ،( ستائر حالمة، لحسن أيت بها ) هو العنوان نفسه وغلاف الديوان، بدأت أتأمل فيه لحظات طويلة قد أستطيع تخيل ما يمكن أن ينظم الشاعر من كلمات داخل الديوان.
جاء العنوان تركيبيا جملة اسمية، أما دلاليا يتكون من لفظتين لفظة ستائر ولفظة حالمة، فالأولى جمع ستارة، وستائر أي نوافذ ، ولفظة حالمة بمعنى مختلسة وغابرة، وقد تأخذ من الأحلام والأفكار الخيالية .
لم نكن مع الكاتب حين اختار العنوان ولأي معنى وضعه .
ولكن يمكن لنا أن نتخيل من خلال هذه المعرفة الإضافية بمساعدة الغلاف ، عدة فرضيات قد نجد بعضها داخل القصائد التي سطرها الكاتب .
يمكن للعنوان أن يشير إلى شيء كائن لكن مختلس وراء الستائر، قد ترمز إلى الرومانسية والجو الرومانسي الذي يمكن خلقه داخل الغرفة، كما تشكل النوافذ دفئا داخل المنزل وأكثر داخل الغرفة ، فالستائر تجعلنا في عزلة عن الخارج، ونكتفي ونستمتع داخل المنزل بالسكون والهدوء والحب، ونكتفي بذاتنا لنخلق الحب والسعادة ، وتجعلها الستائر غابرة ، ولتكن حد لخصوصيات المنزل وحمايتها، قد تجعل الفرد يفكر بحرية وتمتع بالخيال الواسع…
فإذا ألقينا نظرة على غلاف الديوان نجد أن الشاعر اعتمد أن يوظف صور وأشكال وألوان لها عدة رموز قد نستشف منها نوع الستائر التي يرغب أن يكشفها لنا صاحب الديوان، إذ نلاحظ أن الشاعر اعتمد صورة الابل الذي يدل على معاني وافرة ورموز متعددة نحو : صحراء و الحياة قلة التساقطات ، الجودة، الكرم الرحالة …
وهناك رجل يتأمل في غروب الشمس يبدو أنه مستعد لكشف الستائر ويفسد معناها ( الستائر ). يمكننا أن نقول أن الشاعر لا يقصد هنا الستائر الحقيقية أو أنه داخل منزل حقيقي، ولكن موقعه المرموز له جعله يحس أنه خارج عن الواقع وأنه خلف الستائر ، ومختلس عن الوجود رغم أنه لا يرى أي ستائرَ ولكن يحس بها، فهو في أتم الاستعداد ليخرب معاناها ( الستائر ).
فهل أنت مستعد لمعرفتها ؟
عصام أيت بها – مدينة الراشيدية
اترك تعليقا