كان يدرك جيدا أن علاقتهما قوية ولكن ليست لدرجة الصمود أمام غموض الحياة وماتخفيه من صدمات , أخبرها منذ البداية أن علاقتهما يجب أن تكون مبنية على التفاصيل الجميلة دون النبش في الأمور التي قد تضاعف حدة الغيرة حتى لا يصيب أحدهما بمرض تملك الآخر ..
– فهمتك ا غزالي
هكذا ردت عليه ماريا دون الاستفسار عن الأسباب التي جعلته يتوصل إلى هذا القرار العقلاني ..
– إن الحياة يا ماريا كحبل متين وقوي يجعلنا نعبر إلى الضفة الأخرى بسلام إذا ركزنا على الهدف بهدوء دون الضغط على أنفسنا حتى لا يستنزف أحدنا قوى الآخر ، أما إذا امسكت الحبل بعنف فمن المؤكد أن يداك ستقطر دما وتخلف جروحا مع مرور الوقت
– أفكارك جميلة يا عزيزي ، إني أشعر بالسكينة وأنا في حضنك مستنشقة دفئ كلماتك وقبلاتك
– مرعب أن يدرك المرء أن من المحال دوام الحال
– تقصد علاقتنا ؟
– بل أقصد ما قد تتعرض له علاقتنا من عواصف مستقبلا
– قد ننجو ؟
– سفينتنا قوية ، ولكن لا فكرة لدي عن العاصفة
– ولكن لدي فكرة عن قلبك وروحك الطاهرة عزيزي
استمرت العاصفة ولم تتوقف والسفينة قاومت حتى آخر رمق ، في الحقيقة تلك السفينة وصلت إلى بر الأمان لكن الركاب نزلوا ليسلكوا طرق أخرى في البر ، ما حدث على السفينة تم دفنه في أعماق البحار ولم يعد يترجم الى كلمات وأحاديث سوى في ليالي الشتاء حينما يغلب الحنين على بعضهما البعض ، تفكر في إرسال رسالة وهو كذلك ، لكن لا أحد منهما يجرأ على ذلك .. الحنين إلى الماضي يقتل تفاصيل الحاضر التي تبني رموز المستقبل
” مايصلحش لك ا ماريا “
كانت هذه النصيحة من صديقتها المقربة هي كل ما يدور في مخيلة ماريا كلما فكرت في مراسلته.
هشام بمهاوت – مدينة مراكش
اترك تعليقا