لم تكفي النظرة الأولى كي أحبها أ و قل تحايلت على نفسي كي أسترق النظر مرة ثانية فيزيد تعلقي بها..نظرتي الأولى كانت للاستكشاف،بينما الثانية فكانت للانعطاف صوب مصير محتوم ..مصير لا أتمناه لعزيز عليكم.
كان ذلك اليوم بمثابة موعد حجز تذكرة للسفر في رحلة رق و عبودية من نوع أخر،كيف لا و أنا صرت بعده مجردا من حرية القرار و الإختيار..كل ما صرت أفعله في حياتي هو الإصغاء لإملاء قلب لم يعرف لغة إلا هواها.
لم تكن جميلة بالقدر الذي يسلبني حرية الإختيار في العدول أو الإستمرار،لم تكن جميلة لحد أن أنسى نفسي ،أنسى أن أعد الوقت الذي يضيع لي و أنا أنتظر جوابا لرسائلي لها كل مرة
قد يستغرق الأمر يومان و في أحيان أخرى أكثر دون أن تكلف نفسها عناء الرد على رسائلي. أو ربما يخيل إلي ذلك،لا سيما و أن الإنتظار لدقيقة واحدة في تلقي جوابها يعادل عندي ساعات طوال.
كانت أنانية،و محتكرة للزمن، هي من تختار لي متى أفرح و متى أحزن،هي من تملك الروموت كنترول.
و انا فقط صرت جهاز استقبال، لا يستقبل بثا غير الذي تبعثه عبر قمرها الصناعي.
لا تترك لي إختيارات لتبديل القنوات،بل صرت مبرمجا على بث واحد وهو العيش في العالم الذي حددته لي و رسمت إحداثياته بدقة و تركيز عاليين.
تمر نساء أخريات أمامي،قد يكن أيات في الجمال،لكن بالنسبة لي تعطلت مجسات تحسس الجمال في عيوني و لم تعد تستشعر شيئا أخر غيرها.
عقدت انا و هي زواجا عن بعد،دون مراسيم احتفال و لا طقوس إشهار.فالزواج العادي يشترط خطوبة فعقد قران ثم دخلة،إنما زواجنا بدأناه بالدخلة في انتظار الخطبة و عقد القران.
نور الدين الكازة – مدينة تارودانت
اترك تعليقا