صدر حديثا عن جمعية شباب الواعد أيت ورير مراكش، ضمن منشورات وُسمت ب”سلسلة القلم”، كتاب ثاني للكاتب الزاكوري الشاب ” لحسن وحي” بمشاركة الفنان التشكيلي ” بدر التديلي”، الذي حرص على إخراج الكتاب فنيا. ويحمل عنوان ” العابث ما قبل الأول: رحلة كائن وقلم (محاولات في المقال/المقالة) “، يجمع بين الكتابة والفن التشكيلي- الترميزي ويحتفي بالمقال/المقالة، حيث يطرح إشكال الكتابة والعلاقة الرمزية التي يمكن من خلالها أن ينتقل الفنان التشكيلي، من ما هو مكتوب إلى ما هو ترميزي تشكيلي أو العكس. فالكتاب (رحلة كائن وقلم) عبارة عن سلسلة من مقالات المختلفة والمتنوعة، بتنوع الرموز والدلالات التشكيلية الواردة فيه. بذلك يكون الكتاب حامل لما يقارب ثماني عشرة لوحة، من ابداع الفنان التشكيلي ” بدر التديلي”، وتسع عشرة مقالة: موجزة تارة، طويلة تارة أخرى، إذ يقر صاحبها – لحسن وحي- أنه لم يحسم في أمرها بعد ولو أن فيها ما نُشر إلكترونيا.
وقد كتب ” لحسن وحي” مقالاته، خلال فترة جائحة كورونا، في حين سعى صاحبه الفنان التشكيلي ” بدر التذيلي” إلى ترجمتها بكل إخلاص ومسؤولية إلى لوحات بلغة تشكيلية ترميزية، وبتالي؛ فهو كتاب فريد من نوعه حيث يجمع بين ما هو فني تشكيلي ترميزي وما هو فكري مكتوب.
سيكتشف المشاهد – المتلقي في هذا الكتاب نوع من التلقي بين الفنان والكاتب، من خلال اللغة التي يعبران بها عن الإنسان وعن الفكر. ويصبح فعل الكتابة فنا، يتصارع داخله ما يود الخروج وما هو كائن، بتنوع مواضيعه (أي الكتاب): من إشكال الترجمة – الفلسفة إلى إشكال الكتابة – الالتزام، من النظرة الغربية لنبي العربي إلى التأويل السني، من الهامش الليبي المنبوذ إلى اكتشاف الخفي في الذات المهمشة، من الموت بوصفه رحمة إلهية إلى سؤال: لماذا نبتسم؟، من الكتابة إلى الفن التشكيلي، من كورونا بوصفها حدث إلى كورونا بوصفها اغتيال، من ظاهرة عنصرية اللون إلى نقد النظرة المجتمعية للمرأة…، كلها عناوين تلخص ما جاء به الكتاب، من البدء إلى الختام. إذ يقع الكتاب – الذي زينت صفحاته بلوحات فنية -؛ في178 صفحة من المقطع المتوسط. وقد أنجزت لوحاته تزامنا لعدة لقاءات داخل الصالون الثقافي، الذي يشرف عليه الكاتب ” عثمان الهاسوتة”.
رضوان المردولي – طالب باحث بمسلك الماستر – الرباط
باحسون الجميل ، إبداع جميل مسيرة موفقة ، مزيدا من ابداعاتك القيمة .