تقديم:
يندرج هذا الكتاب في سياق الكتابات حول القبيلة وأنظمتها وتاريخها، ومقالي هذا هو عبارة عن تلخيص لجزء من كتاب قيم، يستحق الدراسة، عبارة عن كتاب بعنوان؛ قبيلة غمارة: التاريخ، الإنسان والمجال، وهو كتاب من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى 2020، ثم نشره ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتتكون اللجنة الاستشارية العلمية المنضوية لدى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للمؤلف من؛ الدكتور مصطفى الكتيري، الدكتور عبد الحق المريني، الدكتور علال الخديمي، الدكتور نور الدين بلحداد، الدكتور مصطفى الجوهري، الدكتور محمد الأخصاصي، الدكتور محمد شيكر، الدكتور بوجمعة رويان، الدكتور محمد السوسي، الدكتور سمير بوزويتة، الدكتور عبد الواحد أكمير، الدكتورة نعيمة الحضري، ويتكون هذا الكتاب من؛ تقديم باسم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للدكتور مصطفى الكتيري.
- الفصل الأول: التعريف بقبيلة غمارة وأصولها التاريخية.
- الفصل الثاني: السيرورة التاريخية لقبيلة غمارة من الفتح الإسلامي إلى الفترة المعاصرة.
- الفصل الثالث: قبيلة غمارة بين الفترة الاستعمارية والمعاصرة.
- الفصل الرابع: الموروث اللغوي في قبيلة غمارة إرث تاريخي وطني.
وقد انصب عملي حول الكتاب بشكل مجمل، حيث قمت بتلخيص أهم الأفكار التي وضحها المؤرخ موسى المودن مع ابداء وإبراز بعض الملاحظات.
تقديم
الاهتمام بالتاريخ ىالجهوي اضحى اليوم قبل أي وقت مضى من الأهمية بما كان، لانه يهتم بفئات ظلت مهمشة ومغيبة عن التاريخ الحدثي الرسمي، من خلال رصد تطورات الجماعة البشرية على مستواها الاقتصادي والاجتماعي بل والثقافي أيضا “فالتاريخ الجهوي يتميز بالتنوع حيث يلتقي التاريخ الحدثي بالمجال والتراث والثقافة والمجتمع والبيئة”[1]. فموسى المودن حاول إبراز خصوصيات الانسان الغماري تاريخا ومجالا بالتطرق في بداية ما تطرق اليه هو التعريف بالقبيلة لغة واصطلاحا، وحددها في كونها” جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى، وتتكون من عدة بطون وعشائر، وغالبا ما يسكن أفراد القبيلة إقليما مشتركا يعدونه وطنا لهم، ويتحدثون لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك ضد العناصر الخارجية على الأقل”[2]. وفي هذا السياق يمكننا ان نضيف بعض المقاربات لمفهوم القبيلة على النحو التالي:
- مفهوم القبيلة عند ابن خلدون:
القبيلة لا تتحدد بكونها جماعة متفرعة عن جد اول بل هي تتعدى ذلك النسب البعيد في معناه الواسع وما يمثله من أشكال التحالف والولاء والانتماء، فالارض تشكل أساس الالتحام، وما يعزز من التحامها هو الخطر الخارجي سواء من طرف القبائل الخارجية او من طرف السلطة المركزية، “…فالنسب امر وهمي لا حقيقة له، ونفعه إنما هو في هذه الوصلة والالتحام”[3].
- مفهوم القبيلة عند ميشو بيلر:
قامت نظرة ميشو بيلر الى القبيلة انطلاقا مما لحظه:
- بلاد المخزن أي القبائل الخاضعة والمنضبطة.
- بلاد السيبة أي القبائل المنشقة والثائرة التي لا تعترف بسلطة المخزن.
- مفهوم القبيلة عند روبير مونطاني:
القبيلة لا يتم تحديدها بالانتماء الى جد مشترك فقط بقدر ما يتم تحديدها بالتسمية ومجال العيش وفق مصالح مشتركة، والذي يساهم في ترابطها هو الخطر الخارجي، ولمواجهتها تعقد التحالفات.
- مفهوم القبيلة عند جاك بيرك:
القبيلة تنتج عن طريق ثلاث نقاط متفاعلة مع بعضها البعض وهي البنية الاجتماعية المرتبطة بالأرض، وأيضا بربط القبيلة بوسطها الايكولوجي البيئي اما الانتماء الى الأصل المشترك فهو مجرد وهم يتوهمه الأفراد.
يمكننا أن نضيف نحن في هذا الإطار تعريفا اخر لمفهوم القبيلة عند رحال بوبريك بقوله:
“القبيلة مجموعة بشرية مكونة من قسمات (فخذات وبطون وأعراش…) ومجموعات اجتماعية يجمع بينها رابط القرابة الدموية (سواء اكان حقيقيا ام وهميا) من خلال الانتماء الى جد مشترك”[4]
تقوم القبيلة على الأرض: حيث تشكل الأرض العنصر الأساس للمجتمعات الزراعية، “إن مسألة الأرض في المجتمع المغربي لا تخرج عن القاعدة العامة التي رسمتها الشريعة مادام البلد ينتمي الى المجتمعات الإسلامية، فكل ارض هي مال، ترجع الى البيت مال المسلمين”[5].
يعرف الأستاذ محمد الكتاني القبيلة بانها؛ “جماعة من الناس تنتسب الى نسب واحد، ويرجع النسب الى جد أعلى، او الى جدة، وهو في الأقل. وما تزال اللفظة حية مستعملة يستعملها العرب في كل مكان. في المعنى الاصطلاحي المستعمل عند النسابيين. فالقبيلة هي المجتمع الأكبر الى اهل البادية. فليس فوقها مجتمع عندهم”[6]. ويعرفها موسى المودن بحديثه عن تركيبة القبيلة المغربية بقوله؛ “تضم القبيلة في المغرب مجموعة من الفخدات، ونادرا ما يرمز اسمها الى جد اعلى، يعتقد افراد القبيلة بانتسابهم اليه، وهو امر بديهي طالما ان القبائل في مختلف الجهات المغربية عرفت اختلاطا كبيرا في أصولها. ولعل مثل هذه الوضعية عند المجتمع القبلي، هي التي جعلت ابن خلدون يرى ان النسب هو الانتماء الفعلي الى جماعة معينة، أي الانتماء الى عصبية ما، وليس فقط الانتماء الى جد مشترك، ومن هنا فان تعصب الفرد لعصبية ما (قبيلة او جماعة) يرجع الى الالفة وطول المعاشرة، وما ينتج عن ذلبك من تشيعه بعاداتها وتقاليدها وبالروح الجماعية السائدة فيها، ومة ارتباط مصلحتها وجوده بوجودها”[7].
كما نجد الماركسية التي نظرت الى القبيلة على انها نسق متكامل وشمولي، تشمل العلاقة مع السلطة وعلاقات الإنتاج الاقتصادية، ف” التحليل المادي التاريخي (يركز) في تحديده لمفهوم القبيلة على مفاهيم مادية مرتبطة بنمط الإنتاج وملكية وسائل الإنتاج وما يترتب عن ذلك من علاقات انتاج وتراتبات اجتماعية”[8].
تحدث موسى المودن عن تركيبة القبيلة واهم مميزاتها مشيرا الى ان عمودها الفقري هو الاسرة ، العشيرة، الجماعة التي تلعب دور محوري واساسي في إذ” تعد الجماعة اكبر سلطة في القبيلة، وتكتسي أهمية كبرى؛ لأنها الأداة الأكثر تقريرا، والأكثر فعالية، وسلطتها تتجاوز سلطة القايد في بعض الأحيان، فهي التي تنظم نمط علاقة القبيلة بالسلطة، كما أنها هي المسؤولة أمام القبيلة في أمور الدفاع والتسيير والتجهيز، كما انها هي الوحيدة المخولة لدفع المظالم وتسوية الخلافات، وإليها يحتكم كل فرد من أفراد القبيلة. وغالبا ما يكون مجلس القبيلة مكونا من ذوي الخبرة في الشؤون الدينية والعرفية للقبيلة، ويكونون دور النخبة في قبيلتهم، كما أن اغلبهم يكون من كبار السن وأصحاب التجارب في الحياة”[9].
تحدث موسى المودن في كتابه القيم عن البربر واصولهم؛ وأشار الى انهم امة عظيمة استوطنت المجال الممتد من المحيط الاطلنطي الى الصحراء الليبية ومن البحر الأبيض المتوسط الى السنغال والنيجر، كما تحدث عن فروعهم، ومساكنهم، ولغاتهم، وحبهم للحرية والاستقلال.
تحدث موسى المودن عن غمارة من بداية الفتح الإسلامي الى نهاية القرن التاسع عشر، مبرزا أدوارها ومكانتها خلال عهد الدولة الادريسية، والدولة المرابطية، والدولة الموحدية، والدولة المرينية، والدولة الوطاسية، والدولة السعدية، بالإضافة الى الدولة العلوية، كما انه أشار الى دور قبيلة غمارة خلال الفترة الممتدة من 1912 الى 1927، خاصة بعد الدخول الاسباني كما هو الشأن بالنسبة للفرنسي الى البلاد، ففي” يوم 27 نونبر 1907م وقع الإسبان والفرنسيون معاهدة اعترفت فيها فرنسا لإسبانيا بالحق في السهر على الأمن بمنطقة نفوذها، والقيام بكل الإصلاحات التي ترها ضرورية، وتعويض الأنظمة القديمة بأخرى حديثة تكون في صالح البلاد”[10].
أمام هذا الوضع الذي تسربت فيه إسبانيا إلى داخل البلاد، بدأ زعماء القبائل في الدعوة إلى التزام المساجد والاضرحة للعبادة وان يكونوا على استعداد للحرب وأن يتركوا الخلافات بينهم جانبا وأن يجتمعوا في ضريح المولى عبد السلام بن مشيش. فقد “انطلقت صرخات الجهاد مدوية في كافة ربوع المغرب مطالبة بضرورة التصدي للغزاة وإعداد العدة اللازمة للوقوف في وجه مخططاتهم ودسائسهم المبيتة التي تستهدف النيل من سيادة المغرب واستقلاله، وهي الصرخات التي ستزداد أصداؤها وأصواتها على الساحة قوة ونفوذا واستقطابا لتتحول الى مبادرات جهادية ملموسة بل والى حركات منظمة للمقاومة الشعبية”[11]. وهو ما جعل القوتين الاستعماريتين تدركان انه لا مجال لاستقطاب القبائل ولعل ذلك يظهر من الرسالة التي أرسلها المقيم الاسباني في يوم 15 من شهر يوليوز التي هي كلها عبارة عن وعد ووعيد وإنذار وتهديد، الا انها فشلت في إخماد لهيب الجهاد ففي “أواخر 1920 حدثت في قبيلة غمارة معركة تيرنيس، وباب برث، بين القوات المحتلة والقبيلة الغمارية، كان من نتائجها، بسط السيطرة على مساحات واسعة من مجال القبيلة”[12].
في هذا السياق ظهرت حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي قام بحرب الريف، ويمكن القول انه عند سماع حرب الريف، يتباذر الى الذهن تلك المعارك التي قام بها محمد بن عبد الكريم الخطابي ما بين 1921 و1926، حيث تم تناسي او تغافل المعارك الأخرى السابقة، مثل معركة سيدي ورياش1893، ثم معركة الشريف امزيان 1909، ويمكن ان نبرر ذلك بان المعارك التي دامت ما بين 1921 و1926، تميزت باستعمال الغازات السامة التي تثير الجوانب الأخلاقية بل والسياسية ايضا[13]. كما انها تشكل جانبا مهما من جوانب المقاومة التي خاضتها الشعوب المضطهدة لنيل الحرية من الاستعمار كما انها تعتبر حلقة مشرفة من حلقات تاريخ المغرب الحديث[14].
“في سنة 1921 دخلت القوات الريفية بمعية القادة الغماريين إلى تراب القبيلة وباقي القبائل الأخرى، كما وساند قادت بعض القبائل الغمارية وخاصة قبيلة بني خالد وبني رزين حركة المقاومة الريفية”[15].
كانت ثورة القبائل الريفية موجهة ضد الوجود الاستعماري في المنطقة الشمالية، وكان لها دوي على المستوى العالمي، كما خلقت معايير جديدة في الحروب السريعة، او كما يسميها البعض بحرب العصابات، هاته الحروب السريعة التي تذكرنا بالفتوحات الإسلامية الأولى حيث كان الأيمن هو الزاد والسلاح، وكان النصر او الجنة هي الهدف او الغاية المتوخاة.
لقد استطاع محمد بن عبد الكريم تكوين جيش تحرري (حرب العصابات) التي ثم تنظيمها ضد الاستعمار ويكفيه فخرا في هذا الميدان ان اقتدى به زعماء الحركات التحررية على المستوى العالمي، مثل “هوشمين” في الفيتنام، “وتيتوا” في يوغوسلافيا، و” ماوتسي تونغ” في الصين.
” شخصية البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي غنية عن التعريف. فإن ما بذله من جهد في سبيل المغرب وتحريره معروف لدى كل الناس، وقد أصبح المجاهد الخطابي بطل التيار التحرري لا في المغرب وحده، ولكن في عموم العالم العربي والإسلامي وفي العالم الحر”[16]. لعل ذلك يعود الى كونه استطاع ان يحرر في خمس سنوات من الجهاد معظم تراب الشمال المغربي من الجيوش الاسبانية والفرنسية، كما انه كان على مقربة من تحرير فاس من قوات الجنرال ليوطي الذي هزمه فيما بعد كما فعل مع اعظم جنرالات الاسبان ذوي الرتب العالية في الحرب[17].
زادت الحركة التحررية للريف حماس الشعوب العربية المضطهدة على المستوى العربي والدولي، وبينت القدرات والامكانيات لنيل الحرية والانعتاق من الاستعمار. فقد شكل فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي دعوة للوعي بأهمية الاستقلال والحرية حيث تمكنت من ايقاض الشعور الوطني من خلال التضامن والتعاطف مع اهل الريف في نيل الحرية[18]. ولعل نجاح المقاومة الريفية تجلت في قول احد القادة العسكريين الاسبان:
” لكن عندما يتعلق الامر بالحرب مع شعب كالمغرب، فالأمر يختلف، لأنه يتعلق بمحاربين يجلبون وسائلهم الخاصة من السوق الى السوق، يبتكرون وسائلهم، ويتصل بعضهم ببعض حيث ينسقون العداء للغير، ويضيف في موضع اخر فالحرب في المغرب مع عدو دائم التحرك، ويصعب ضبطه لأجل القضاء عليه”[19].
تعتبر حركة التحرر التي قادها اهل الريف بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي احد روافد نهوض الحركة الوطنية المغربية الحديثة التي مهدت لظهور وعي جديد يكرس ضرورة النضال بكل الوسائل من اجل التحرر من السيطرة الاستعمارية[20]. هذا الرجل الهادئ والبسيط الذي تلقى العلوم الفقهية ليهيئ نفسه للمساهمة في بناء حياة يكتنفها السلم والعدل. قاد اهل الريف الذين لا يعرفون الاستسلام فقد هجم الإسبان ب 12000 رجل بجبال مرموشة ومن اجل ان يحصل الخطابي على السلاح كان يتسلل الى المعسكرات التي يحاصرونها ولعل ذلك يتضح من قول الأمير. فحينما يقال له من اين تأتي بالسلاح لكي نخوض الحرب، يقول ان السلاح موجود عند العدو وما على المرء
إلا أن يسعى لأخذه[21]. كما أنه سعى إلى التحالف مع أعيان قبيلة اورياغل- حوالي 38 شخصية- بعدما تعاهدوا على المصحف بان يدافعوا عن الدين والوطن والشرف، وعدم اثارة الضغائن وعدم اللجوء الى الثأر، والالتزام بتنفيذ الاحكام الشرعية في كل الاحوال[22].
تمكن محمد بن عبد الكريم الخطابي من تحقيق نصر كاسح على الإسبان ويعبر عن ذلك ابن عزوز حكيم محمد بالقول على ان هذه المعركة جرت عندما قام المجاهدون بمحاصرة المركز في نفس اليوم الذي قام باحتلاله سيلفيستر، وهو يوم فاتح يونيو حيث استرجع المجاهدون مركز اوبران بعد ان قضوا على حاميته[23]. وقد استطاع محمد بن عبد الكريم الخطابي ان ينتصر في” إدهار أوبران” وغنم العديد من الأسلحة قدرتها المصادر التاريخية بحوالي 400 بندقية، و60000 خرطوشة، و4 بنادق رشاشة وبطارية متنقلة وقذائف ومدفع، بالإضافة الى المواد الغذائية والأدوية، في حين ان العدو فقد مئات الجنود فانتشر خبر استرجاع ظهر أبران وجاءت القبائل الريفية المترددة عند محمد تطلب المحاربة بجانبه. هكذا استطاع الزعيم الريفي ان يجعل في خدمته ثلاثة آلاف رجل مستعدين لكل شيئ وذلك خلال بضعة اسابيع[24].
شكل استرجاع مركز اوبران من يد الجيش الاسباني هو الانتصار الأول الذي احرز عليه محمد بن عبد الكريم الخطابي، ولعل ذلك يتضح من التحدي الذي رفعه محمد بن عبد الكريم في وجه سلفستري: “كان الاسبانيون قد قاموا باحتلال ادهار اوبران بقبيلة تمسمان وهو مكان استراتيجي ذا أهمية سياسية كبيرة، ولذلك قررت القيام باسترجاعه ذا أهمية سياسية كبيرة، ولذلك قررت القيام باسترجاعه حلالا. وكنت اعلم ان العملية ليست بالامر الهين، فلم اكن اتوفر الا على ثلاثمائة مجاهد، ورغم ذلك توجهت على رأس المجاهدين نحو المركز المذكور فهاجمناه وبعد معركة شديدة تمكنا من استرجاع ادهار اوبران، وخسر الاسبان في المعركة الأولى… واما الغنائم فكانت جد مهمة، واكثر من هذا كله، فالشيئ المهم كان هو الأثر المعنوي الذي احدثه ذلك الانتصار الذي لم يكلفنا الا ثمانية عشرة شهيدا”[25].
خلال 17 يوليوز/27 رمضان الموافق لليلة القدر توجه الريفيون في خمسين نفرا للانقضاض على المركز الاسباني المتقدم لسيدي ادريس من اجل قطع الطريق على الاسبان، فدارت حول انوال معركة استمرت خمسة أيام. وثم هزم الاسبان في ليلة 20 و21 بعدما كان عبد الكريم يتنقل من خندق لآخر ليشرح لهم أساليب الكفاح واهمية الحفاظ على السلاح، في هذا الاطار يقول عسة احمد: “وما ان وحد الريفيون صفوفهم وانظموا الى ثورة عبد الكريم، وربحوا معركة سيدي بسيان التي خسر الاسبان فيها 314 قتيلا مقابل 17 شهيدا من الثوار، حتى حشد الاسبان بقوة عسكرية كبيرة اسندوا قيادتها الى الكولونيل سيلفستر الذي توهم ان سحق الثورة اشبه بنزهة، بعد ان حشد جيشا يعد من 19 الف جندي وزوده بالمعدات الثقيلة، ولذلك سارع للقاء عبد الكريم في انوال فاستفاد عبد الكريم من هذا الخطأ، وشن هجوما كبيرا على الجيش الاسباني أوقع ما يشبه الكارثة، ذلك ان الاسبان خسروا 16 الف جندي، ولاذت باقي قواهم بالفرار، وتركوا وراءهم 700 اسير ومائتي مدفع وعشرين الف بندقية ومعدات حربية أخرى كثيرة بالإضافة الى ما يقارب مليوني خرطوشة[26].
شكلت معركة أنوال البوابة الكبيرة التي قام بفتحها اهل الريف معلنين دخولهم الانتصاري في التاريخ العالمي، اذ ان عمق هاته المعركة لا يقل أهمية عن معارك عالمية كمعركة ادي المخازن، والزلاقة، والقادسية، كما ان حرب الريف ذات أهمية تاريخية كالحرب الكورية والحرب الفيتنامية والحرب الخليجية. والدليل على كل كل هذا وذاك كون انظار الرأي العالمي أصبحت انطلاقا من سنة 1921، بالذات تتحول تدريجيا الى منطقة الريف بالمغرب لمعرفة سر هذه القفزة النوعية التي ابان عنها المجاهدون الريفيون، ولرصد عوامل وحظوظ نجاح الجهورية الريفية وتوجيه وثيقة بهذا الصدد الى دول العالم مؤرخة باجدير يوم فاتح يوليوز 1923[27].
والدليل على ما سبق قوله ان” شخصية البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي غنية عن التعريف. فإن ما بذله من جهد في سبيل المغرب وتحريره معروف لدى كل الناس، وقد أصبح المجاهد الخطابي بطل التيار التحرري لا في المغرب وحده، ولكن في عموم العالم العربي والإسلامي وفي العالم الحر. وقد سمعت اكبر زعماء البلاد العربية الذين وفدوا إلى القاهرة للسلام على البطل بعد نزوله بها يؤكدون تأثير الثورة الريفية على اتجاههم السياسي والنضالي في سبيل الحرية والاستقلال”[28].
شكلت ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي حدثا مهما وبارزا في التاريخ العالمي، فبعد ان حققت فرنسا النصر الى جانب حلفائها في الحرب العالمية الأولى، وجدت نفسها امام” رد فعل اهلي زعزع كيان الاستعمار وفرض عليه ان يهيئ كل قواه لحماية نفسه من الانهيار”[29].
” بعد انهزام الخطابي في سنة 1926م، واستسلامه للقوات الفرنسية، سيكون أثر هذا الاستسلام على القبائل الغمارية واضحا، فقد انهارت أغلب المراكز العسكرية، ولحق بالإسبان كثير من قادة هذه المراكز، ومن ثم صار اخريرو ومن معه من الثوار في جملة الهاربين من القوات الإسبانية الذين لا يستطيعون الاستسلام بسبب بطولاتهم السابقة ضد القوات الإسبانية والمخزنية، لذلك صاروا يضغطون على القبائل الأخرى لرفض الاستسلام للقوات الإسبانية والمخزنية، إلا أن الأوضاع كانت تنذر بالأسوأ فقد سقطت شفشاون في يد الإسبان، واستسلمت بعض القبائل الساحلية، ومع هذه المستجدات أيقن اخريرو ومن معه بضرورة المقاومة إلى أخر رمق”[30].
تحدث موسى المودن عن العديد من رجالات المقاومة الأشاوس الذين أبانوا عن علو كعبهم في مقاومة الغزاة على سبيل المثال لا الحصر؛ المجاهد محمد الخراز الشطور السميحي، المجاهد أحمد بن مسعود الغماري، المجاهد أحمد ولد الجمل الغماري، المجاهد تاج الدين الخالدي الغماري، المجاهد إبراهيم الخالدي الغماري، المجاهد عبد القادر الخريم الزجلي الغماري، المجاهد الشيخ الهادي مغوز المتيوي الريفي الغماري، المجاهد احمد بن محمد الحزمري…
كما وتحدث موسى المودن عن الموقع الجغرافي والتقسيم الترابي لقبيلة غمارة، وعن الوضعية الاقتصادية بالمنطقة مشيرا إلى أن الفلاحة كانت تتميز بوسائلها التقليدية المعتمدة بالأساس على المحراث الخشبي وعلى البهائم في عملية جره بالإضافة الى الدرس التقليدي الذي هو الاخر بالمواشي، وان المنتوجات الفلاحية متنوعة تراوحت بين الفول، القمح، اللوز، الجوز، الزبيب، التين، الشعير، العدس، العسل، الكروم، الذرة، البطاطس… مبينا أن “أغلب هذه المنتوجات الفلاحية في قبيلة غمارة توجه إما نحو الاستهلاك المحلي، أو التصدير نحو القرى والمدن المجاورة. أما فيما يخص الثروة الحيوانية، فإن المنطقة كانت تزخر برصيد مهم من الثروة الحيوانية، وكان أغلبها موجها نحو الاستهلاك أو التصدير”[31].
ينتشر بالمجال الغماري نشاط صناعي معدني وخشبي، بالإضافة الى التجارة والصيد البحري، مما ساهم في توفير كثافة سكانية مهمة وصلت في أواخر القرن التاسع عشر الى حوالي 15000 الف نسمة، وخلال سنة 1934 بلغت حوالي 10741 الف نسمة متوزعة على قبائل غمارة؛ بني زيات، بني بوزرة، بني سلمان، بني زجل، بني خالد، بني رزين، بني جرير، بني سميح، بني منصور، قاع أسراس. كما مسكنهم مسكن تقليدي يتكون من غرفتين او ثلاث بالنسبة للفقراء، وتصل إلى عشر غرف بالنسبة للأغنياء، كما تحدث عن العنصر البشري المشتمل على المكون الامازيغي، والمكون العربي، المكون الاندلسي، المكون الافريقي الزنجي، المكون المسيحي، المكون الجزائري العثماني، بالإضافة الى الحديث اللغة الغمارية، والانواع التضاريسية المنتشرة بالمجال، دون افال امر مهم وهو انه بين الكثافة السكانية في قبيلة غمارة خلال الفترة الراهنة بالحديث عن دائرة بواحمد السطيحات، دائرة الجبهة، دائرة باب برد.
تنتشر بمجال غمارة عدة مراكز حضرية مثل؛ مركز امتار، مركز ترغة، مركز الجبهة، مركز واد لو، مركز قاع أسراس. دون اغفال انه تحدث عن الموروث اللغوي في قبيلة غمارة باعتباره ارث تاريخي وطني مبرزا تاريخ الشلحة الغمارية، وأسباب تعرب قبيلة غمارة وانحصار نفوذها اللغوي بسبب الهجرات العربية خلال العهد الموحدي، دون إغفال أنه تحدث عن الغزو البرتغالي وما تسبب فيه من هجرة السكان الأصليين لمجالهم قاصدين الجبال وهو ما انعكس على الحمولة الثقافية واللغوية للسكان، فالكثير” من الفارين من غارات المحتل البرتغالي إلى أعالي الجبال، وخاصة منطقة جبل حبيب، ومنطقة تازورت، وذلك لوجود رباطات جهادية في تلك المنطقة، كان يقودها الشريف مولاي اعلي بن راشد، وشرفاء جبل العلم، الذين كانوا يصدون الهجمات العنيفة للقوات البرتغالية. لهذا اضطر كثير من سكان البوادي المجاورة لطنجة وتطوان إلى الفرار نحو الأماكن المرتفعة والآمنة”[32]. وهو ما ساهم في إحداث تغيرات واضحة على مستوى اللغة ولعل ذلك يظهر في كون اليونيسكوا قد دقت ناقوس الخطر فيما يتعلق بانقراض اللغة الغمارية مما يتوجب تدخل كل الأطراف أفرادا ومؤسسات للتدخل العاجل بغية انقاذها من الضياع، وهنا الباحث موسى المودن لعب دورا هاما في رصد الشلحة الغمارية على شكل جداول تضمنت كلمات، أفعال، أدوات ستفهام، أرقام، أشهر، أيام، لباس… باللغة العربية ومرادفها باللغة الغمارية. ليصل موسى المودن إلى خاتمة أجمل فيها كل ما سبق وتطرق له في كتابه، وملحق يتضمن مجموعة من الوثائق والصور.
في هذا السياق يمكن أن نقول أن للتاريخ الجهوي أهمية قصوى في تحقيق مجموعة من الغايات هي؛ تربية وتكوين الإنسان من خلال الاهتمام كل الاهتمام بالبيئة المحلية والجهوية التي لها أهمية كبيرة في تكوين الناشئة، على معرفة تاريخهم المحلي الذي يجهلونه عوض التركيز على ذلك التاريخ الشامل كتاريخ الاغريق والرومان، فاذا كان الاهتمام بالتاريخ الشامل هو الغالب فهذا يدفعنا الى القول بان المعرفة التاريخية الجهوية بكل ما تختزنه من حمولات ثقافية وتراثية وجغرافية غائبا، وهو امر في غاية السلبية خاصة واننا مطالبين بتكوين معرفة محلية وجهوية دقيقة وشاملة ثم المساهمة في تحقيق التنمية. وقد تحدث عبد الرزاق السعيدي على أهمية وضرورة البحث عن مواضيع جديدة من خلال؛ ” التفكير الجدي في اقتحام مجالات جديدة ويبدع فيها حسب ما تسمح به المادة معرفيا ومنهجيا (كالتراث اللامادي بكل مكوناته). فهو رأسمال مهم بالجهة لخلق تنمية حقيقية من جهة، ورفع مادة التاريخ الى مستوى الانخراط الفعال في مجالات الحياة اليومية من جهة أخرى، أي ادماج التاريخ بالمعيش اليومي وتنمية المهارات”[33].
الباحث اليوم مجبر على دراسة كل الظواهر واقتحامها بمنهجية المؤرخ، بالاعتماد على مناهج العلوم الإنسانية والمعرفية” ولبلوغ ذلك وجب انخراط الجامعات المغربية ومراكز البحث، حسب الجهات في التظاهرات الثقافية التي تستحضر الذاكرة الجماعية للجهة فنية او روحية او وطنية او تاريخية احتفالية، وعقد الندوات ونشر الاعمال ودفع الباحثين الجدد إلى الانخراط في البحث والتنقيب عن مكنونات الجهة، وذلك بشكل منظم ومتكامل ومنسجم”[34].
التاريخ الجهوي، تاريخ القبائل” يكتسي نوعا من الجدة من حيث المقاربة المنهجية والرصد المعرفي على اعتبار انه ينحو منحى الاعمال التي تبتغي إحياء وترميم الذاكرة الجماعية، وهو أمر أضحى ملحا بشكل كبير في عصر اجهزت فيه العولمة على كثير من بقايا التراث اللامادي المهدد بالضياع، وقد قيض الله لجهة درعة تافيلالت ثلة من الباحثين الشباب الذين ألو على انفسهم النبش في تراثها المغمور، وإخراج نفائسه من ظلمات الإهمال والنسيان إلى النور، وتوثيقها كتابة لضمان حفظها من الضياع”[35].
ومن وجهة نظري الخاصة فهذا الكتاب الموسوم بقبيلة غمارة: التاريخ، الإنسان والمجال، الذي الفه الدكتور موسى المودن؛ يتميز بجودة عالية اذ انه يتعرض للتاريخ والتراث الجهوي المحلي، فهو من الأهمية بما كان لأنه يحمل بين ثنياه هوية الانسان الغماري، لكن هذا ليمنع من البحث والتنقيب عن جواهر مكنونة لم يتم الكشف عنها بعد، فمجال التاريخ والتراث يحتاج الى المزيد من البحث والعناية، لأنه مجال خصب يمنح الدارسين من مختلف التخصصات إمكانية النهل منه والبحث فيه، ومن منظوري الشخصي كطالب باحث في التاريخ والتراث، فالاهتمام والبحث في هذه المواضيع امر جيد، من خلال النزول من القمة الى القاعدة والاهتمام بفئات ظلت مهمشة خارجة عن دائرة اهتمامات التاريخ الرسمي الحدثي الذي يؤرخ للنخبة ورجال السياسة والجنرالات والشخصيات الذائعة الصيت.
خاتمة:
مجمل القول، يعتبر التاريخ الجهوي بالأهمية بما كان لأنه يسعى الى التعريف بالجهة وتحقيق التنمية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، برد الاعتبار للتراث والتاريخ المحلي الجهوي ولعل محاولة موسى المودن من منظوري الشخصي قد أصابت هدفها المنشود هو صون ذاكرة مجال غمارة، خاصة أنه سار على درب “رد الاعتبار لمادة التاريخ وخاصة في شقه الجهوي والتراثي الجديد من طرف كل المسؤولين، وكذلك من طرف الأطر وأساتذة الجامعات والمراكز البحثية من اجل مواجهة تحديات العولمة والتي تشكل عامل اندثار ومسح لكل الثوابت الحضارية والهوياتية والتاريخية القديمة، كالبناء والعادات والتقاليد وفنون الفرجة والتي تحمل قيم الحرية والمساواة والتسامح والاخاء والابداع وهي ممارسات متجذرة في تاريخ جهتنا بعيدا عن تشيئ التاريخ وتسليعه قصد التسلية ومعه فلكرت (الفلكلور) تلك المكونات، مما يؤدي حتما إلى محو الهوية والذاكرة وبالتالي فتح باب لاستهلاك هويات وذاكرة الاخر المهيمن، بل والاحتفاء بها كبديل عن تفريطنا في كنوزنا العريقة والواسعة”[36].
إثبات المصادر والمراجع:
- موسى المودن، قبيلة غمارة: التاريخ، الانسان والمجال، نشر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الطبعة الأولى 2020
- عبد الرزاق السعيدي، واحات درعة تافيلالت التراث والتنمية التجليات والامتدادات وفرص التثمين مساهمة في ابراز التاريخ الجهوي وحفظ الذاكرة، الطبعة الأولى 2019.
- عبد الرحمان ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، تحقيق مجدي فتحي السيد، الدار التوفيقية للتراث للطبع والنشر والتوزيع، 2010.
- رحال بوبريك، زمن القبيلة السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي، دار ابي رقراق للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى 2012.
- الهادي الهروي، القبيلة، الإقطاع والمخزن مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث 1844-1934، افريقيا الشرق 2010.
- محمد الكتاني، موسوعة المصطلح في التراث العربي الديني والعلمي والأدبي، الدار البيضاء، منشورات دار الثقافة، ط: 2014، 1951/2
- إبراهيم محمد السعداوي، دراسات وبحوث حول افريقيا والمجال العربي- المتوسطي-، الجزء الثاني، 2013.
- المساري محمد العربي، محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة الى الوطن، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، البيضاء 2002.
- رود بيرت كونز، ورولف دييتر مولر، حرب الغازات السامة بالمغرب، عبد الكريم الخطابي في مواجهة السلاح الكيميائي، ترجمة عبد العالي الامراني، الطبعة الأولى الرباط 1996.
- محمد العلمي، زعيم الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، منشورات الأطلسي، الطبعة الثانية، البيضاء دون تاريخ.
- خرشيش محمد، المقاومة الريفية، سلسلة شراع، العدد 22، 1997.
- البوعياشي احمد، حرب الريف التحررية ومراحل النضال.
- الادريسي علي، عبد الكريم الخطابي التاريخ المحاصر، منشورات تفرزان ادريف، الطبعة الثانية 2010.
- بوتبقالت الطيب، عبد الكريم الخطابي حرب الريف والراي العام العالمي، سلسلة شراع، العدد 14، 1996.
- ابن عزوز حكيم، ابن عزوز حكيم محمد، الثورة الريفية، مؤسسة عبد الخالق طريس للثقافة والفكر الرباط 1983.
- عسة احمد، المعجزة المغربية، الطبعة الأولى، بيروت 1974-1975.
- عبد الرزاق السعيدي، اعمال ندوة الملتقى الأول لفنون الفرجة بجهة درعة تافيلالت- تراث ثقافي ومظهر حضاري- الجرف، منشورات جمعية فضاء النخيل للتنمية وتدوين التراث المحلي بالجرف، الطبعة الأولى مارس 2017.
– الاسم الكامل:
مركز دراسات الدكتوراه
التاريخ المجال المجتمع والثقافة |
الصافي عبد الرزاق
– الإطار: طالب باحث بسلك الدكتوراه جامعة محمد الخامس كلية علوم التربية الرباط
– البريد الإلكتروني:moussa.elmouden49@gmail.com.
[1] عبد الرزاق السعيدي، واحات درعة تافيلالت التراث والتنمية التجليات والامتدادات وفرص التثمين مساهمة في ابراز التاريخ الجهوي وحفظ الذاكرة، الطبعة الأولى 2019، مقال عبد الرزاق السعيدي، التاريخ الجهوي والتراث المحلي ولادة التاريخ الجهوي في المغرب، الخلفيات والمنطلقات من ص؛12 الى ص؛31،ص. 13.
[2] موسى المودن، قبيلة غمارة: التاريخ، الانسان والمجال، نشر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الطبعة الأولى 2020، ص. 17.
[3] عبد الرحمان ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، تحقيق مجدي فتحي السيد، الدار التوفيقية للتراث للطبع والنشر والتوزيع، 2010، ص. 144 .
[4] رحال بوبريك، زمن القبيلة السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي، دار ابي رقراق للطباعة والنشر ، الطبعة الأولى 2012، ص. 9.
[5] الهادي الهروي، القبيلة، الإقطاع والمخزن مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث 1844-1934، افريقيا الشرق 2010، ص. 65.
[6] محمد الكتاني، موسوعة المصطلح في التراث العربي الديني والعلمي والأدبي، الدار البيضاء، منشورات دار الثقافة، ط: 2014، 1951/2
[7] موسى المودن، م. س، ص. 19.
[8] الهادي الهروي، م.س، ص. 51.
[9] موسى المودن، م.س، ص. 23.
[10] موسى المودن، م. س، ص. 83.
[11]إبراهيم محمد السعداوي، دراسات وبحوث حول افريقيا والمجال العربي- المتوسطي-، الجزء الثاني، 2013، ص. 901-902.
[12]موسى المودن، م. س، ص. 95.
[13]المساري محمد العربي، محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة الى الوطن، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، البيضاء 2002. ص. 9.
[14]رود بيرت كونز، ورولف دييتر مولر، حرب الغازات السامة بالمغرب، عبد الكريم الخطابي في مواجهة السلاح الكيميائي، ترجمة عبد العالي الامراني، الطبعة الأولى الرباط 1996، ص. 1.
[15] موسى المودن، م. س، ص. 99.
[16] محمد العلمي، زعيم الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، منشورات الأطلسي، الطبعة الثانية، البيضاء، دون تاريخ، ص. 7.
[17] رولف، دييبتر مولر، م. س، ص. 1.
[18]خرشيش محمد، المقاومة الريفية، سلسلة شراع، العدد 22، 1997. ص. 67.
[19] البوعياشي احمد، حرب الريف التحررية ومراحل النضال، ص. 48.
[20] ورولف دييتر مولر، م. س، ص. 2.
[21]مساري محمد العربي م. س، ص. 9.
[22]الادريسي علي، عبد الكريم الخطابي التاريخ المحاصر، منشورات تفرزان ادريف، الطبعة الثانية 2010، ص. 31.
[23]ابن عزوز حكيم محمد، الثورة الريفية، مؤسسة عبد الخالق طريس للثقافة والفكر الرباط 1983، ص. 39.
[24] محمد العلمي، م. س، ص. 22.
[25] ابن عزوز حكيم محمد، م. س، ص. 53.
[26]عسة احمد، المعجزة المغربية، الطبعة الأولى، بيروت 1974-1975، ص. 173.
[27]بوتبقالت الطيب، عبد الكريم الخطابي حرب الريف والراي العام العالمي، سلسلة شراع، العدد 14، 1996، ص. 6.
[28] محمد العلمي، م. س، ص. 7.
[29] محمد العلمي ، م. س، ص. 7.
[30] موسى المودن، م. س، ص. 108.
[31] موسى المودن، م. س، ص. 183.
[32] موسى المودن، م. س، ص. 323.
[33] عبد الرزاق السعيدي، م. س، ص. 25.
[34] عبد الرزاق السعيدي، م. س، ص. 25.
[35] عبد الرزاق السعيدي، اعمال ندوة الملتقى الأول لفنون الفرجة بجهة درعة تافيلالت- تراث ثقافي ومظهر حضاري- الجرف، منشورات جمعية فضاء النخيل للتنمية وتدوين التراث المحلي بالجرف، الطبعة الأولى مارس 2017،ص:2
[36] عبد الرزاق السعيدي، م. س، ص: 27.
اترك تعليقا