“أتراك تشرقين غدا…؟ مجموعة قصصية صادرة عن الراصد الوطني للنشر والقراءة للعام 2019 للكاتبة والقاصة والصحفية فاطمة الزهراء المرابط، وتقع المجموعة في 115 صفحة من القطع المتوسط، وجاءت مقسمة إلى 15 قصة هي: المعطف الأسود، كأس واحدة، الرقصة الأخيرة، هلوسات منتصف النهار، لوحة المفاتيح، معايدة، ماسح الأحذية، شجرة العرعار، تماثيل، اغتراب، مخاض، الطاولة الأخرى، أصوات، موناليزا، من نافدة القطار.
أصدرت الكاتبة مجموعتها بعد مجموعتها الأولى “ماذا تحكي أيها البحر…؟ 2014 وعدة مؤلفات نثرية، بعدها أخرجت هذا العمل الأدبي الذي يتميز بتوهج سردي منقطع النظير هو نتاج ذلك الحس الممزوج بلذة الألم وفرحة الأمل، انجلاء التيه، ورحلة الوعي، وارتداد الذاكرة…
جاءت اللغة القصصية للعمل الأدبي واضحة متسلسلة، وقد راوحت الكاتبة بين الأفعال الماضية والمضارعة، لتعبير عن المشاعر والأحاسيس، واسترجاع واستيراد ماضي شخصيات القصص، وقد وظفت الصور الفنية والفنون البلاغية في إنتاج لغة فنية قصصية شائقة ورنانة.
المجموعة القصصية “أتراك تشرقين غدا…؟” مجموعة عابقة بعطر الأحاسيس والمشاعر، والتيه، والوجع، والذاكرة، والحلم والهواجس، والانتظارات…، إذ لا تكاد قصة من القصص تخلو من هذه نكهة النفسية.
وقد اعتمدت الكاتبة على نهج سردي يقارب الأسلوب الروائي، إذ عمدت إلى تعزيز الحدث والسير باتجاه توسعة مساحة القصة زمانيا ومكانيا، وتوسيع مساحة العلاقات بين شخوص القصة كما وقع في قصتي “مخاض” “ماسح الأحذية”. كما كشفت القاصة عن أسلوب تفكير بعض شخصيات قصصها، وأبرزت في لحظات عن حوارها الداخلي.
وهكذا على مستوى الأسلوب والبناء الفني فقد بدت القصص موجزة ومكثفة ذات لغة طيعة دقيقة قادرة على تحقيق تواصل مرن مع المتلقي.
المتلقى سيصل كما وصلت بدون شك إلى المتعة الفنية واللغوية التي تميز بها هذا العمل السردي.
في الختام يفوتك الكثير إذا لم تقرأ إصدارت الراصد الوطني. فاطمة الزهراء من خلال عملها يمكن اعتبار سردها سلسل ورائع، من أمتع ما قرأت مع بداية سنة 2021.
كمال العود – مدينة تارودانت
اترك تعليقا