استيقظت مرة أخرى، بعد ليلة عزمتني فيها الأشجان لوجبة بكاء دسمة، لم أتململ، بل بقيت على سريري جثة هامدة، مستلقية أصارع شلالات الأفكار التي ينفض عنها غبار النسيان كل صباح…كل يوم…
أعيش وحيدة في بيتي، بعدما قضى والدي نحبهما، لا زالت رائحة دمائهما تزكم أنفي، ولا زال المشهد يكرر نفسه حتى بعد مضي سنوات طويلة، وحتى بعدما وجدت خصيلات شعري الشقراء قد بدأ يغزوها الشيب، لا زال بداخلي طفل يصر على الظهور كلما تذكرت الحادث المؤلم الذي انفطر له كياني، أتآكل من الداخل يوما بعد يوم وأنهش من فرط التفكير، حتى بعد النظر إلى مرآتي أجدني غريبة عن نفسي،
أقاوم الرغبة في كسر ذلك الزجاج الذي يعكس صورتي بشكل خاطئ… هممت بالنهوض من مكاني أحاول تغيير اتجاه بوصلة يومي، الذي بدأته بسيل من الأفكار التي أتحاشاها، وممارسة طقوسي الصباحية المعتادة بكسل جلي على قسمات وجهي،
قصدت المطبخ مستجيبة لعصافير بطني المزقزقة، تناولت بعض الأكل المتوفر في ثلاجتي بعدما أديت فريضة الصبح، ثم ارتديت قناعي، قناع فتاة سعيدة ،وملابسي التي اخترتها بعشوائية، شاقة طريقي إلي العمل بتفان لنسيان الماضي والتمسك بالمستقبل الذي لن أصل إليه، لأنه كلما أمسكته صار حاضرا ثم ماضيا وهكذا دواليك.. وصلت إلى مقر عملي، اتخذت مكاني وراء مكتب احرنجمت عليه أكوام من أوراق، وبعض الملفات التي تنتظر توقيعي…
عائشة ند حامد – اولاد برحيل، تارودانت
تبارك الله عليك مزيدا من التفوق والنجاح الدائم ان شاء الله
حسن جدا
سلمت الانامل ،ابدعتِ