تشاهد، وحيدة، وهي تتجه لقضاء بعض حاجياتها اليومية بترددها على البقال أو سوق الخضر والفواكه…
علاقتها بساكنة الحارة محدودة لا تتجاوز التحية بحركة من الرأس مشفوعة بابتسامة باهتة.
وضع يلفه الغموض ، ويحفه الالتباس لدى نساء الحي بالخصوص.
شابة على قسط من الجمال تعيش وحيدة !
تنخرط في صيرورة يومي محصن بالنأي عن مد جسور تواصل مع الآخرين،وتكريس هوة تتغّذى من نسغ قوة غامضة عمادها الثقة والرصانة.
قد ممشوق. رأس مرفوع. نظرات مبحرة في أمداء بعيدة.خطى وئيدة بإيقاع محدد ومضبوط.
فضول نساء الحي يتضاعف، وحيرتهن يتنامى منسوبها فتنسج خيوطا من شك وريبة يؤرجحها الاحتمال والتوقع.
– شابة جميلة تنوء بوزر الوحدة، وتكابد من معاناة العزلة .لا يمكن أن أصدق.
– من أدراك بأنها تعاني وتكابد. لاشيء في حياتها يوحي بذلك.
– أن تزج بنفسها في حيز محدود وضيق غير محدد الملامح والمعالم أمر يثير الدهشة والاستغراب.
-هناك أسرار في حياتها تصر على إخفائها، وعدم البوح بها لأحد لذلك تؤثر الانغلاق على نفسها، وتفضيل خيار الوحدة والعزلة عوض الانفتاح على ا لآخرين ،والاختلاط بهم ،والاندماج معهم.
– اتركوها وشأنها .تلك حياتها وهي حرة فيها.-
حدث ظهور تلك الشابة بالحي تعددت بشأنه الآراء، وتباينت التعليقات، وتناقضت التأويلات والتوقعات…
ذات صبيحة مشهودة خرجت وهي تتأبط ذراع شاب.
أمر أثار الدهشة والاستغراب.
رصدتها الأبصار، في تعجب، شيعتها الأعين في حيرة مشفوعة بتساؤلات عن هوية الشاب وعلاقته بها.
شاب وسيم ذو قد فارع تتأبط ذراعه.
يتحدثان بتلقائية و حميمية .يتبادلان النظرات. يبتسمان. يضحكان. يتطلعان بنظراتهما لمعاينة سحب متناثرة في الأجواء السحيقة.
يتأملان شكلها ولونها…يعودان للانخراط في حديث يطفح مكاشفة وبوحا وشفافية غير آبهين بما يشيعهما من نظرات وتساؤلات وتعليقات.
عبد النبي بزاز – مدينة مكناس
اترك تعليقا