(وعلامات وبالنجم ھم یھتدون) النحل:16
تعتبر السمیائیات علما یبحث في “المعنى” و”معنى المعنى”؛ حیث تھتم بدراسة حیاة العلامات الكونیة؛ إذ ترصد أنساقھا وأنماط إنتاجھا وطرق اشتغالھا. فما تجلیات ھذا العلم في آي.القرآن؛ وبخاصة في قول ربنا:(وعلامات وبالنجم ھم یھتدون) النحل: الآیة 16
أسبغ ﷲ على عباده نعما لا تعد ولا تحصى، منھا: نعمة تسخیر اللیل والنھار، السموات والأرضتسخیر النجوم، یقول تعالى:(وعلامات وبالنجم ھم یھتدون) النحل: الآیة 16. فما المقصودبالنجم” كنعمة؟
جاء في” اللسان،”[1]“نجم: نجم الشيء ینجُم بالضم نجوما: طلع وظھر، ونجم النبات والقرن.والكوكب وغیر ذلك: طلع…. وكل ما طلع فقد نجم
.وقد خص بالنجم منھ مالایقوم على ساق، كما خص القائم على الساق منھ بالشجر
النجم في الأصل: اسم لكل واحد من كواكب السماء، وھو بالثریا أخص…والمنجم والمتنجم:الذي.”ینظر في النجوم بحسب مواقیتھا وسیرھا
نستنتج من ھذا التحدید اللغوي أن معاني النجم تدور في فلك الظھور والبروز، وأن النظر فيالنجوم یُكسب الإنسان تفكرا وتأملا مصداقا لقول ﷲ عز وجل، مخبرا عن إبراھیم علیھ.(السلام:(فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقیم) (الصافات 88
جاء في صحیح البخاري في “باب في النجوم” قولھ: “[2]قال قتادة: (ولقد زینا السماء الدنیا بمصابیح)الملك:5
خلق ھذه النجوم لثلاث، جعلھا زینة للسماء ورجوما للشیاطین وعلامات یھتدى بھا، فمن تأول فیھا.”بغیر ذلك أخطأ وأضاع نصیبھ وتكلف مالا علم لھ بھ
إن الحدیث عن “النجم” كسمیوز[3]“السیرورة المنتجة للدلالة”أو كمقولة فینومونولوجیة كونیة،.یضعنا أمام سیولة دلالیة جمّة
فقولھ: “زینة للسماء”؛ معناه أن الناظر إلى النجوم سیلحظ أن في اشتباكھا تتكون أشكال ھندسیة،.من قبیل “الثریا”، وھذا یمنح السماء بعدا استیطیقیا جمالیا
.وقولھ:”وجعلھا یھتدى بھا”؛ معناه أن النجوم دلیل للسالك یھتدي بھا برا وبحرا
وقولھ:”جعلھا رجوما للشیاطین”؛ أي شھبا ثاقبة مھلكة محرقة لھم؛ إنھا نعمة من ربنا على عباده.ونقمة منھ على الشیاطین
و”العلامات” في الآیة قید الدراسة والتحلیل؛ باعتبارھا “سمیوزا” ومتوالیة صوتیة، لھا دلالاتكثر، من جبال وأنھار وأشجار….یقول ابن كثیر في ھذا الصدد،[4]“وقولھ:(وعلامات) أي”…دلائل من جبال كبار وآكام صغار، ونحو ذلك، یستدل بھا المسافرون برا وبحرا
للمرور من الشيء إلى نقیضھ، حسب كریماص، لابد من مرحلة وسطى، لذلك ارتأینا أن نصوغ
.لتحلیلنا ھذا، مربعا سمیائیا
.تعلیق: بفضل ھذه النجوم المصابیح اھتدى الإنسان إلى مراده؛ إذ لولاھا لَتاهَ وض َّ ل الطریق
خاتمة
.إن نعمة تسخیر النجوم من بین النعم التي امتن بھا المولى عز وجل على عباده؛ إنھا بمثابة بوصلة ترسم للإنسان الطریق الصحیحلائحة المصادر والمراجع
.القرآن الكریم
عبد العزيز لمين – مدينة سجلماسة
.ابن منظور المصري الإفریقي، لسان العرب، مج 12 دار صادر بیروت
.الحافظ أبي عبد ﷲ محمد بن إسماعیل البخاري، صحیح البخاري، ج2،ط6، 2014
الدمشقي، ابن كثیر، تفسیر القرآن العظیم، ج4، تح: سامي بن محمد السلامة، دار طیبة.للنشر والتوزیع، ط1، 1997، ط2، 1999
بنكراد، سعید،السمیائیات مفاھیمھا وتطبیقاتھا، منشورات الزمن، ط 2003
[1] .ابن منظور المصري الإفریقي ، لسان العرب، دار صادر بیروت، مج 12.ص567-571 -:
[2] .الحافظ أبي عبد ﷲ محمد بن إسماعیل البخاري، صحیح البخاري، ج2،ط2014،6، ص305 -:
[3] .بنكراد، سعید، السمیائیات مفاھیمھا وتطبیقاتھا، منشورات الزمن، ط2003،ص167 -:
[4] .الدمشقي، ابن كثیر، تفسیر القرآن العظیم، مج4، تح: سامي بن محمد السلامة، ص564 -:
اترك تعليقا