كنت جالساً في غرفتي التي لا افارقها أبداً، جالس على كرسي أدير وجهي نحو حائط كانه مسرح أو تلفاز سينما يعرض شريط حياتي المملة بتفاصيلها الصغيرة و الكبيرة، لازلت جالس أتأمل، لا أشعر بالزمان، بالوقت أحس أن عقارب الساعة متوقفة مما كان يساعد فكري على التجول في ساحة الذكريات و الوقوف على كل شيء متعلق بها نعم كل شيء متعلق بها، ها انا جالس شارد الذهن فجأة ظهر أمامي على الحائط ملاك صغير بجناحين يفرفر في الهواء جسم صغير و نور مضيئ، لا أعرف من أين أتى هذا هل هو ملاك أم جني ؟ لقد ظهر في رمشة عين، ما هذا هل انا نائم هل انا احلم ؟ ثم تحدث قائل :
انت لا تعرف من أكون لكن لا يهم انا اعرفك.
تحدثت بصوت خشن من شدة الذهول: جيد اذا كنت تعرفني و سيىء اذا لم اعرفك، من انت ؟
قال و هو يبتسم بوجه نوراني: انا رسول الحب، ازور كل عاشق ولهان، أخفف عليه حزن و ألم البعد و أقرب الوصال بين العاشقين.
صمت قليلا متأمل حديثه هذا، و قلت أأنت روح فالنثين؟ أأنت قديس العاشقين؟ بالله عليك أين كنت لقد أنفلت مني الصبر و ما عدت أطوق البعد و قد طالت عليا ايام و شهور و لم أرى الذي أحب فى بالله عليك هل لي أن أجد لديك وصفة سحرية تقلص المسافة و تجمع القلوب؟.
قال و ابتسامة لا تفارق وجهه الصغير المضيئ: اكتب ما تشاء و اعدك انه سيصل في الحين إلى مالكة قلبك.
فقلت له :
أخبرها أنني أحبها و هي كل شيء بالنسبة إلي، أخبروها أنها شمس سطعت في صحرائي القاحلة.. أخبرها أنني عاشق لكل تفاصيل جسمها، و عاصمتي هي قلبها..
أخبرها حتى و إن رأت العين ألف ما اختارت غيرها،
أخبرها قد تسمع منك و تعطف على قلب أنهكه غيابها..
أخبرها ثم أخبرها أنها هي وحدها التي تملك مفاتيح قلبي الذي هو بيتها..
أخبرها أنني كافر بكل الديانات و ديني هو حبها و كتابي هو قلبها..
أخبرها أنها هي كل شيء لدي و لا شيء غيرها..
أخبرها و أخبروها لعلها تسمع من غيري و تعود إلى عاشقها..
أخبرها أنها ستظل وردتي و انا بستانها..
أخبرها أنها هي سيجارتي و أنا مدمن عليها، و ما أجمل الإدمان عليها..
أخبرها أنها هي الحب و كل الحب لها…
أخبرها أني مشتاق لها و كل أحاسيسي تنطق باسمها..
أخبرها أني انتظرها فيارب عجل اللقاء بها..
فلتفت انظر هل هذا الملاك سمع ما قلت او اهتم بحديثي، أم أني لم أرى شيء ؟ و لم أتحدث مع أي شيء ؟ فهل هذه نوبة الحب اصابت القلب و ظهرت الأعراض على عقلي و خيالي ؟.
أسئلة تراودني إلى اليوم، فأتمنى أن يأتي هذا الملاك و أن تأتي معه ملكتي.
زكرياء الساسي – مدينة القنيطرة
كاتب مقالات و طالب باحث.
اترك تعليقا