تحتل سلسلة اللوز مكانة هامة في المشهد الفلاحي لإقليم أزيلال بمساحة تقارب 12650 هكتارا من أشجار اللوز المغروسة بالإقليم، وإنتاج يبلغ 2024 طنا سنويا.
وتم منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر بذل جهود كبيرة في إطار برامج تنويع الزراعات تحت إشراف المديرية الإقليمية للفلاحة بأزيلال، وهي الجهود التي أدت إلى زيادة المساحة المغروسة بهذا النوع من الأشجار المثمرة من 8 آلاف هكتار سنة 2005 إلى 12650 هكتارا سنة 2021.
وفي هذا السياق، يضطلع القطاع بدور رائد في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية للإقليم ، خاصة وأن عددا من التعاونيات بالإقليم تعتمد شجرة اللوز في إنتاج المراهم (الكريمات) وبعض المنتجات الطبيعية ، وهو ما من شأنه تحفيز وتنشيط الاقتصاد المحلي، وتمكين النساء في المناطق الجبلية بإقليم أزيلال من تسويق اللوز ومشتقاته، والحد من الفقر والإقصاء والتهميش الاجتماعي والاقتصادي لهؤلاء النساء.
غير أن إنتاج اللوز بإقليم أزيلال ما تزال تهيمن عليه الاستغلاليات الصغيرة التي تقل مساحتها عن هكتار واحد والتي تمثل 80 في المائة من استغلاليات اللوز، حيث تحتل أشجار اللوز المرتبة الثانية في ترتيب الأشجار المثمرة والأكثر غرسا في المغرب بعد شجرة الزيتون.
وتشكل شجرة اللوز سلسلة ذات إمكانات ومؤهلات هائلة ومهمة بإقليم أزيلال الذي شهد غرس ما يقرب من 3080 هكتارا من أشجار اللوز في إطار مخطط المغرب الأخضر وبرنامج التنمية القروية للمناطق الجبلية، وإنشاء وحدة تثمين اللوز على مستوى الجماعة القروية تامدا نومرسيد.
وتجدر الإشارة إلى أن المديرية الإقليمية للفلاحة تعتزم برمجة غرس 4450 هكتارا إضافيا في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” بالإضافة إلى برمجة العديد من المشاريع المرتبطة بتثمين هذه المنتجات، خصوصا من خلال تشجيع المنتجين على تبني زراعة اللوز البيولوجي، لاسيما وأن الظروف المناخية في المنطقة ملائمة إلى حد كبير.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت غزلان بوجالا ، المهندسة الفلاحية بمديرية الفلاحة بأزيلال ، أن هذه الزراعة تكتسي أهمية كبيرة على مستوى الإقليم ، ومكنت من إحداث آلاف أيام العمل خلال موسم الجني، مشيرة إلى أن المساحة المغروسة على مستوى المنطقة تبلغ حوالي 12650 هكتارا من أشجار اللوز ، بينما يتجاوز الإنتاج 2000 طن.
وفي سياق متصل، شهدت زراعة اللوز مؤخرا إطلاق العديد من وحدات تكسير قشرة اللوز وتثمينه من أجل تعزيز هذه السلسلة، والتي لا تزال متخلفة بسبب الطابع التقليدي وغير المنظم لهذا القطاع.
وما يزال اللوز ، الغني بالمغانيزيوم والفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة، الداعم الأساسي لصحة القلب والأوعية الدموية ، ويشتهر بفوائده الهائلة على صحة الإنسان.
كما يستخدم اللوز في صناعة المراهم ومستحضرات التجميل المضادة للشيخوخة من زيت اللوز المعروف بخصائصه المقوية للبشرة والشعر.
وتعد جهة بني ملال-خنيفرة جهة فلاحية بامتياز، بمساحة تقدر بحوالي مليون هكتار، ومساحة مسقية تبلغ 200 ألف هكتار ، أي بنسبة 14 في المائة من المساحة المسقية على المستوى الوطني.
ويساهم القطاع الفلاحي بواقع 18.6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي الجهوي بفضل وفرة وتنوع الإنتاج الفلاحي، حيث يساهم حسب السلاسل الإنتاجية بنسبة 12 في المائة إلى 30 في الإنتاج الوطني.
وتتراوح نسبة هذه المساهمة مابين 40 و90 في المائة بالنسبة لبعض المنتجات المحلية حسب معطيات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة.
وبالنظر إلى الإمكانات الفلاحية المتوفرة، تساهم الجهة بشكل كبير في الاقتصاد الوطني بالنسبة للسلاسل النباتية والحيوانية الرئيسية. وتبلغ هذه المساهمة 30 في المائة بالنسبة للبذور المختارة و28 في المائة للشمندر السكري و20 في المائة للحوامض و15 في المائة لأشجار الزيتون و16 في المائة للحليب و14 في المائة للحوم الحمراء.
اترك تعليقا