الاختلاف ليس جريمة، هي حملة ترافع (مناصرة) إقليمية ضد الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها مجتمع الميم عين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتسعى هذه الحملة إلى تحسين الحوار مع أفراد مجتمع الميم عين واستخدام اللغة الصحيحة وإلقاء الضوء على الموضوعات المهمة، بما من شأنه أن يساهم في زيادة ظهور الأشخاص المثليين على مختلف المنصات الرقمية والإعلامية، ويزود الجمهور بالصورة الواقعية الصحيحة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالمجتمع.
ويعد تقديم هذه الصورة غير المعيارية والصحيحة من خلال منصات الوسائط المرئية والمسموعة والمكتوبة جزءًا أساسيًا من تعزيز الرأي العام فيما يتعلق بمجتمع الميم عين، ويشجع على مشاركة وظهور الأشخاص المثليين مع المجتمع الأكبر.
وتستهدف الحملة بشكل أساسي كل من تونس ولبنان ومصر، وتشارك فيها عدة منظمات ومبادرات تعنى بحقوق الإنسان، منها منظمة حلم بلبنان والمؤسسة العربية للحريات والمساواة ومنظمة موجودين بتونس والمجموعة الفنية هايفن الفنانين بلبنان ومجموعة أطياف.
وتسعى هذه الحملة إلى ممارسة الضغط على القنوات الدولية والوطنية، وكذلك إبلاغ مجتمع الميم عين في المنطقة بمعايير التمثيل الإعلامي والانتهاكات التي تحدث، باستخدام حملة إعلامية وإبداعية على الإنترنت بمساعدة المؤثرين والصحفيين والناس في وسائل الإعلام.
وذلك عبر تغيير سلوك الصحافيين والمضيف عند إجراء المقابلات / التحدث عن أفراد من مجتمع الميم عين في أفق الوصول إلى معاملة عادلة ومتساوية وأخلاقية بين جميع الضيوف بغض النظر عن الجنس والهوية والطبقة الاجتماعية.
ويشكل عدم قبول المجتمع الأكبر لمجتمع الميم عين أحد أبرز التحديات الحقوقية المطروحة اليوم، إذ لا يتوقف عند الحقوق والقوانين، بل يمتد إلى أساليب العلاج والاحترام والتمثيل والنسبة المئوية لإدماج أفراد المجتمع في أنواع مختلفة من المهن والمؤسسات.
وعند استضافتهم أثناء المقابلات التليفزيونية والمقابلات المكتوبة و / أو في البرامج الإذاعية، يتعرض أفراد مجتمع الميم للعديد من الانتهاكات، بما في ذلك خطاب الكراهية، واستخدام الضمائر الكاذبة، وعدم احترام خصوصية الضيف، وقمع الاختلافات، وطرح قصة الضيف فقط لجذب عدد أكبر من المشاهدين، وحصر موضوعات الحوار في القضايا الشخصية المتعلقة بجنسهم وهويتهم الجنسية، واستخدام الاسم الميت للأشخاص المتحولين جنسيًا، وتحديد سياق الحوار وفقًا لإرادة المشاهدين، استضافة رجال الدين والشخصيات الدينية في مقابلات للتعريف بالمواجهة وإبراز المواجهة مع المثليين…
وحسب مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان فإنه يخيّم اليوم واقعٌ مأساويّ على العديد من البلدان، حيث يتعرّض المثليّون والمثليات ومزدوجو الميل الجنسيّ ومغايرو الهويّة الجنسانيّة وحاملو صفات الجنسين لتمييز حاد. فيواجهون الخطابات المسيئة والبغيضة. ويتم قمع حريّة التعبير وإسكات أصواتهم، وحرمانهم من حقوق الإنسان التي يتمتّعون بها، وغالبًا ما لا يمكنهم الوصول إلى الخدمات الأساسيّة مثل الرعاية الصحيّة والتعليم والعمالة والسكن.
ولا تزال العلاقات الجنسيّة المثليّة من الجرائم في 70 بلدًا، ويُعاقب عليها بالإعدام في سبعة من هذه البلدان.
وتَعتبر مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الدوليّ لمناهضة كراهيّة المثليّة الجنسيّة ومغايري الهويّة الجنسانيّة ومزدوجي الميل الجنسي فرصة للدفاع عن الظلم المستمر، ومكافحة الكراهية والتعصب.
اترك تعليقا