حينما يثار نقاش وجوب احترام تدين، أو توجه الإنسان الآخر..
تحدق فيك الأعين بشراسة .. و كأن احترامك للإنسان المقابل لك تقابله الردة عن دينك..
و هذا ليس بالأمر الصحيح البتة، فحبك و تشبتك بدينك هو ما يجعلك محبا لكل الخلائق، بغض النظر عن الاختلاف الذي خلقه إلهك بينكما..
نعم.. الاختلاف الذي خلقه إلهك.
قيل أن الدين أفيون الشعوب
و الأفيون هو مادة مخدرة تذهب العقل و البصيرة..
فوصف الدين بالأفيون جعل من الأخير شيئا يعصب العيون و العقول..
و بالتحديد لمن يربطون الدين بالأشخاص لا بالأخلاقيات و القيم المثلى
فقد قيلت هذه المقولة في الزمن الذي “ولى و لم يول”..
قيلت عن رجال الدين الذين كانوا ينهبون أموال الناس باسم الدين
لما كانت تقدم لهم قرابين الغفران الثمينة
ظنا من الغافلين أن بينهم و بين الله وسيطا..
و الله و الدين بريئون منهم
الدين و الله بريئون من نهب الأموال كما نهب الأرواح
فمعاذ الله أن يمثل الدين فاسد
و معاذ الله أن يجيز الله القتل بغير حق..
و معاذ الله أن يقر دين الله بوجوب مقت الآخر الغير متدين.
الإرهاب.. الذبح .. القهر
جلها ظواهر صرنا نعيش بين ثكناتها
و الكل صار يشير للدين بالأُصبع المتَّهِم
ماذا سيحدث لو استيقظنا يوما على صدى طيب؟.. يروي قصة إنسان تقبل إنسانا من غير دينه
فالله رب العالمين جميعا
لا ربك وحدك أنت
و لا علم لك أنت بمن المهتدى..
..أ أنت أم الذي تمقته !
إن الأرض التي تجمعنا أرض الله و من إبداع الله و لولا الحكمة من مزجنا بها..
لوضع لكل فصيل أرضه..
فليتريث الجميع عل الآخر هو الملاذ..
أجل..
الآخر المختلف..
عل رحمتك بمن على الأرض سبب في رحمة من في السماء بك
فالعداء الذي تكنونه و ما تصنعونه وصمة عار على الدين الذي تحفظونه..
و إن كان محفوظا.
فلو استوعبنا كل ما قيل
سنكون قد فككنا أزمة التدين بالصيغة الخاطئة
و بالتالي
أزمة الإنسانية
أميمة البوحاميدي – مدينة الصويرة
اترك تعليقا