عيد الحب Valentine’s day
ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الحب و يبدأ الناس في تبادل الرسائل الحميمية و العاطفية و تبادل القبلات و الزهور و الهدايا التي تعزز بينهم المحبة و الصداقة و الحب، و لعل ما يعطي لحياتنا ميزة و يجعل الحياة تستحق فعلاً أن تعاش هو الحب، فأينما وجد الحب وجد السلام و الطمأنينة، و كلما غاب الحب بدأت الحروب و نشب الصراع و الحقد و الكراهية بين الناس، فالحب ميزة أنعمها الله علينا و جعلنا من خلالها نتعرف على أرواحنا و من يشبهها…
لكن كيف بدأت قصة هذا العيد؟ و ما هي أسباب وضع الناس عيدا للحب؟
يرتبط عيد الحب بإسم القديس فالنتين أو فالانتاين (Valentinius) وهو قديس روماني من القرن الثالث الميلادي، مشهور بعيد الفالنتاين أو عيد الحب أو العشاق والذي يحتفل باسمه في 14 فبراير شباط من كُل سنة وقد كان يُحتفل بهذا العيد منذ العصور الوسطى المتوسطة بتقليد مودة الحب، ليس هناك حكاية حقيقية ثابتة عن هذا القديس حتى الآن، فحكايته تختلف من منطقة إلى أُخرى، لكن الحكاية الأقرب بأن فالنتين كان كاهن مسيحي وكان يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم حيث كان سر الزواج في المسيحية موجود في ذلك الوقت، و بسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب على كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة وبالتحديد في عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث كان الإمبراطور كلوديوس الثاني هو الحاكم للإمبراطورية، وكان يواجه الإمبراطورية في تلك الفترة تحدّيان هما: انتشار مرض الطاعون والجدري بين الناس، حيث تسببا في القضاء على حياة أكثر من خمسة آلاف شخص بشكل يومي، ومن ضمنهم الجنود، أمّا الخطر الآخر فقد تمثّل في تعرّض الإمبراطوية لهجمات القوط، وقد كان لنقص عدد الجنود في ظل الحروب القائمة على القوط أثر بالغ في التغلب عليهم، فكان على الامبراطور إيجاد حل لنقص الجنود، ونظراً إلى الاعتقاد الذي كان سائداً آنذاك بأنّ الجنود العازبين هم أقوى وأشد تحملاً من الجنود المتزوّجين؛ فقد أمر الإمبراطور الروماني بحظر الزواج بين الجنود حتى لا ينشغلوا بأمر أُسَرِهم، ثم هناك من يقول أيضا ان الإمبراطور كلوديوس قد أمر الجنود المسيحين أن يتركوا المسيحية و يعبدوا الآلهة الموجودة في معابد الإمبراطورية الرومانية، شيء الذي جعل القديس فالنتين يقف أمام هذه القضية، مما جعله يزوج كل شاب بحبيبته بما في ذلك الجنود، رغم أنه كان يعلم كل العلم أنه يعرض حياته للخطر، و بسبب ذلك إعتقلته السلطات الرومانية و حكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب و العشاق، لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج. تحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية بذكراه في يوم 14 فبراير بينما تحتفل الكنائس الآرذثوكسية بذكراه في يوم 30 يوليو..
و لا ننسى أن نذكر أن هناك قديس آخر له نفس الإسم فالنتين و هو أيضا كان قديس مسيحي كان يعيش في مدينة تورني، فقد أصبح أسقفًا لمدينة انترامنا (الاسم الحديث لمدينة تورني) تقريبًا في عام 197 بعد الميلاد، ويُقال إنه قد قُتل فترة الإضطهاد التي تعرض له المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان.
يقول أحد القساس (أما اللون الاحمر في عيد القديس فالنتين، فيرمز الى موته كشهيد في محبة المسيح).
ثم في أخير نقول أن كل الايام يجب ان تكون حب و ليس يوما واحدا فقط، لا تجعلوا للحب يوما واحد عيد تحتفلون به، بل اجعلوا ايامكم كلها أعياد للحب، فى بالحب هو الذي يرفع عن الإنسان مشقة الحياة و يجدد خلية القلب و الوجدان..
من أراد أن يتوسع في هذا الموضوع عليه بمراجعة كتاب الاسطورة الذهبية Legenda aurea التي كتبها يعقوب دي فراغسي.
زكرياء الساسي – مدينة القنيطرة
اترك تعليقا