الأن استيقظتُ ، الأن أدركتُ ، الأن رأيتُ ، فليستيقظ قلبي من ثباته اللعين ويقبل بالحقيقة التي يرفضها ويُصِرُّ بجعل نفسه هاويًا في غياهب عشقها.
– ما بك أيها الأبله قد أدركنا الحقيقة وأنك مجرد عابرًا في حياتها ريثما تنفد طاقتك ولم يعد منك النفع فستكون مع الراحلين فلما تصرُّ على إنكار ذلك.
– ماذا لو كان كل ذلك هراء لإيقاع بنا وإبعادنا !!؟
– يا الله !! آ مازلتُ تخفق باسمها وتبحث عن مبرر !؟ كفي بالله عليك ، فمَن أنت ليتم الإيقاع بك فالحقيقة أنك مجرد أبله استنفد طاقته في سبيل حبها فلم يعد من بقائه نفع فأصبح مع الراحلين ، رحله بلهاء لا ينتهون.
سنوات عجاف مرَّت وأنت في ثبات لم تتعلق بشخص فأصبحت كشيء البته فلما بحق السماء تعلقت بها واخفقت ذاك السيل من المشاعر .
– فالتكف بكلامك المسموم لم افْتَعَلَ جريمة لكل هذا فقد عشقت هواها ، قد فعلتُ كل ما يُمكنني فعله لكي اتحاشها لكني عجزت فإنها سكنت روحي ؛ نعم قد أَخْطَأْتَ في اتخاذها رفيقة الدرب لكن أنت علمتُ بذلك وتغاضيت عنه فلا تأتي الأن تُحملني الذنب وحدي.
– أنت على صواب قد أَخْطَأْتَ بسماح لك بالتقرب من تلك الفتاة وما كان يجب حدوث ذلك فأنا العقل ، أنا هنا لأنير طريقك فلتُعاهدني بعدم تكرار ذلك حتي لا يجعلونك محطمًا.
– دعني أرسل لها الجواب الأخير وأعاهدك على ذلك.
” حبيبتي نوران ..
لم يَكُنِ لقاؤنا صدفة، لم يَكُنِ ظهور لي لكِ صدفة، لا يوجد ما يُدعي بالصدفة كل شيء يندرج تحت قائمة القدر، كل شيء خُطط له.
رأيتُكِ المرة الأولى في تلك المحاضرة التي لم أعدّ أذكر عنها شيئًا أو لمَن كانت لكن أتذكر جيدًا أنني كنتُ أُتِيَ الجامعة خصيصًا لكي أراكِ.
كنتُ اختلس لكِ النظر من بين الجالسين ، كنتُ اراقبك في كل آن ، كنتُ جسد بلا مشاعر بلا روح إلي أن رأيتُكِ قد رُدَّتْ إِلَيْ روحي التي افتقدُها بسنواتي العجاف.
ريثما تلاقينا لم تكُن صدفة كما ظننتِ .. لا لم تكُن كذلك ، حينها قد انتصر قلبي على عقلي في تلك الحرب التي نُشبت منذُ رأيتُكِ بالمرة الأولي ، ظننتُ أن عقلي أَلِفَ العزلة وعدم التعلق بأحد لكني الأن أدرك أنه كان على صواب يا ليت لم ينتصر قلبي عليه.
اتبعتُ قلبي وتعرفت عليكِ وما كان لقلبي فعل شيء سوي أزداد بكِ شغفًا وتعلقًا ، الأن فهو ضحيه خداعك اللعين فأنتي كمثل الزهرة الحمراء تَسُرُّ النَّاظِرِينَ فريثما يقترب منكِ أَحَدُهُمْ تنفثٍ بسمك اللعين هذا لتطرحي بمَن أقترب أرضًا.
رأيتُكِ البارحة مع ذاك الشاب ذو الحلة السوداء قد شغفك حبًا فبادلتيه عشقًا كما يظن هو ذلك يا الله أبله أخر سيحطم قلبه كالذين سبقوا ؛ الأن وجودي ليس به نفع للبقاء سأرحل لألملم شتات نفسي التي أصبحت كنَبَاتُ الْأَرْضِ هَشِيمه تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ.
” نوران عزيزتي
كنتُ احبك “
مؤمن عصام – مصر
كاتب كبير كاتب عظيم ليه مستقبل مشرف إن شاء الله ❤️?✍️