منصوري السعيد يكتب: في عزلتي قلت لنفسي …

4 فبراير 2021
 
يصعب الحديث عن الحقيقة و الواقع لدى خد حقيبتك و سافر إلى مدينة النفس، هذا هو الطريق المناسب لفهم الذات و البحث في أعماق الوجود.
كل يوم تفكر في شئ ما ربما تبحث عن التفكير في شئ ما، يقول لك صديقك بأن السعادة بسيطة جداً، السعادة هي مصاحبة فكرة ما أو ربما أن تقتنع بأن السعادة هي ذلك الشئ الذي تفكر فيه باستمرار نعم هي الهم والحزن في نفس الوقت.
كل هذا مزحة يا صديقي، نعم لقد قتلت السعادة بين أعيننا، هل تعلم أننا نعطي المعنى للامعنى و نحاول أن نقنع أنفسنا بأننا سعداء و في بعض الاحيان نحاول أن نخرج دواتنا من الهم لكي نعيش فقط فوق هذه الجبال.
صدقت يا راعي، انظر، تأمل في الصحراء، جمال الصحراء، حقول كلها ورود و أنهار أصبحت سواحل، الغريب في الامر أن الرمال تعرفني أكثر، في البارحة كنا نلعب و نبني قصورا بالرمل و اليوم أصبح الجو معكر، الرياح قوية و الشمس حارة، و العطش لا يسقيه ماء، أليس هذا غريب يا صديقي ؟
لا تتعب نفسك، لا تتوهم، الحقيقة لا ترى و لا يمكننا أن نقول أننا نعرف عنها كل شيء، هل تعرف أن هذا الواقع يعاني منا، أعرف أنك تحمل سؤال في وجودك و أنا تماماً أحمله ولكن أنا أريد جوابا لا أبحث عن السؤال، سؤال، سؤال، سؤال، هذا ليس ما يهمني أكثر.
لا أعرف شئ، كل هذا معقد، البسطة و البلاهة و الجهل إخوة، الفلسفة أصبحت مزحة، مصطلحات مثيرة للشفقة، الوجود و الحرية، العدالة و المساواة كل هذا بسيط جداً، و لكن أين المعنى الحقيقي ؟
محزن جيداً، مؤسف، هم و قلق و توثر، ضحكة مزيفة و وعي معقد في جسد موحد و التظاهر و الشهرة، المال و العمل و المصالح نعم أليس هذا ما نسميه بالإنسان المفرط.
فعلا كلنا أضحوكة، الإنسان أصبح دمية صغيرة الحجم تصرخ فوق خشبة المسرح.
فعلا مزحة يا صديقي، انصت و استمع و استمتع، كلنا فناء، لا حزن يستحق ولا سعادة تستحق منا الكثير، الجميل أننا نحس و نرى و نتكلم و نمشي و نفكر، أليس هذا هو السبب الرئيسي في الوجود، أعلم جيداً أن الإنسان الذي نعرفه حق المعرفة ليس إلا عدو رائع و صريح في نفس الوقت، و لكن أنا لست هنا للنقاش، أنت على حق، كلك هم و حزن و ألم يكفي أنك الآن فوق هذه الجبال لا صوت يعلو على صوت الطبيعة، هذا صوت الرياح حزنا يتنفس , هذه أشعة الشمس تحتضر بصمت.
ما يزعجني يا صديقي، أنك كذبت علي، ما يزعجني أكثر يا صديقي، أنك صديقي.
يا صديقي، هل تعلم أننا فعلا إننا منافقون، نحب الحقيقة و نكره الكذب، نكره الحقيقة و نحب الكذب.
نعم أنت على حق؛ دعنا نكتب، السماء تشبه تلك الفتاة، كلنا نحبها، حزينة مثلنا تماما، بزيها الازرق و على عنقها مجوهرات من الذهب و الالماس، نجوم من حولها تطوف.
أنا أحب، يا صديقي، على هذه الأرض توجد سماء أخرى تنزل كل يوم و تختفي لا أعلم أين تختبئ، هل هي قريبة أم هي خيال يعلمني التعب و المحن، رأيتها البارحة تبتسم و تضحك، تلعب مع البراءة، شعرها ليس له لون نعرفه و حروف وجهها تشبه هذه المناظر، كلها قصائد، جمال على نور، أنوثة كلها قوافي و عناوين، لا أدري كيف أطلب الوصل منها، أنا فقير، لا أملك المال، لا أملك ذهب، لا عمل أفتخر به أمام ربها و لا قصر لي، أنا عبد ضعيف، ما أملكه فقط حبي لها.
لا تنتظر و لا تتحسر فقط أحبها و اترك الأمر، هل رأيت يوما ما أميرا فقيرا أو ملك فقير ؟
لا تنتظر و لا تتحسر فقط أكتب الوحدة.
هذا شيء مضحك.
 
نعم، الوحدة هذا شئ مضحك، أكتب إذن، الحب قصيدة مغتصبة بين طلوع الشمس و غروبها، لا موعد لي بعد اليوم، أنا لا أؤمن بالحب، أكره الشمس و السماء و الأرض و الإنسان أكره الموت كذالك، أكره نفسي و أكرهك حتى أنت يا صديقي إلا المرأة، قاتلة الشعراء.
لك الحق في الكره لكن كل هذا مضحك تماماً، الحب و الكره، أنا فعلا أسف، إنه جنون، لن أتردد، أنت مجنون نفسك، هل تعتقد أن المرأة تحب الرجل فعلا، لا و الله كل شيء تغير المرأة لم تعد تحتاج رجلا يعذبها و يحبسها في قفص الحب و يحرمها من الطيران، لا أعتقد أن المرأة تشبه الحمامة و لا أعتقد أن الرجل هو صياد الحمام فقط لأنني بليد و معتوه ناطق عن الهوا أم أنني لا أعلم ماهي المرأة، آه حيرة، يا صديقي، المرأة ربما هي تلك الفلسفة التي تطرح سؤالا و تجيب عن السؤال هي منطق لا جدال فيه.
مضحك، مؤسف، مثير للشفقة، هل تعتقد أن الرجل هو كل شيء، سهل التعريف، بسيط الخداع.
الرجل كله مكر و خداع، المرأة كلها حب و حنان، ولكنها تقتل الشعراء و تعذب الاحياء و الاموات، تجعل من كل شيء حيرة…
 
نعم ماتت ” الحقيقة” هكذا اردف الراعي قولا نظرت إلى وجهه و لكن لم أرى بما فيه الكفاية لأتاكد على ما فعل الحزن به بالرغم من أن حديثه لم يطل على دات الموضوع انحصر على مقولة أعجبتني ليس لجمالها و لكن للظروف التي قيلت فيها حيت أكد على أنه ”قد يرى الناس الجرح الذي في رأسك، ولكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه ” و بهذا فهمت من قوله أن الناس مهما ساندوك و ايدوك فلن يشعروا بمدى قساوة الاحساس الكائن في قفص صدرك ذلك الشعور الذي يجعلك كمتشرد فقد كوخه بسبب الامطار ، امطار يعتبرها الآخرون فال خير عليهم ولكن حرمت ذلك المتشرد من ملجئه أو مسكنه نعم!!! فقد شيأ من أجله تكبد المصائب و المحن رب و علم و صبر على حرارة و قر الزمان ، زمان لا يابه الى من تكون لكي يديقك حلاوته عفوا مرارته ذلك الذي يأخد من الغني و الفقير من العبد و النبيل و يجعل الانسان يحبو رغم امتلاكه للقدرة على السير و الجري و الابتعاد بما فيه الكفاية لتفادي الوقوع في حفرة قد تكون جب غارقة تخلو من المياه ام قد تكون سببا للتغير و إعادة الانبعات لتصبح فال خير على من سقط فيها و لكن هذا لن ينسيني نظرات الراعي العميقة إلى تلك الصورة التي ارشدني اليها صورة من هي ! هكذا تعجبت سرعان ما استفقت من سباتي و أدركته أن تلك التي هاجرتنا مازلت تسكن هذا الحيز الضيق بالرغم من إنها أصبحت في عداد المنسيين و ذخلت باب في حقه قيل ” الموت كاس كل الناس شاربه و القبر باب كل الناس داخله ” انهيت المقابلة التي اردت ان ادرف فيها دمعا بل دما بابتسامة شقت خدودي ارسلت فيها رسالة لا أعلم هل فك الراعي شفرتها و جاء في عنوانها ” الواحدة هذا شيء مضحك” .
 
لا أعرف لماذا فقدت الابتسامة وأصبحت اتصنعها لكي يحسدني الآخرون على روحي المرحة رغم انعدام تلك السعادة التي تبخرت مع افكار تصب في حقل ممتلئ بالمصاعب و المحن و الشك و الحيرة فكلما أردت الوقوف من جديد لتغير صفحة الكتاب المفعم بالمحن أجد نفسي عاجزا لماذا ! لا أعرف السبب هل يا ترى بسبب الماضي الذي لم اعتبره منصة للقفز بل جعلته اريكتا للاسترخاء رغم أنه السبب في هذه المرحلة المزعجة التي باتت تسكن كياني استملت إلى امي لاحكي لها ما فعل الدهر بابنها المدلل إلا أني وجدتها لا تحتمل مشاهدتي و أنا اعاني و هي مكبولة الأيدي و ليس بيدها حيلة كل ماستطاعت فعله رفعت اكفها إلى السماء و بكت في خلواتها طلبا للغيت من القدير؛ حبيبتي يا امي لماذا فعلت كل هذا حيت لم أجد من اشتكي إليه و ولجت إليك إلى أن احسست أني احرقت خدك بدموع غالية تعالي لاقبل تلك الخدود التي مافتئت تسعد لسعادتي و تتحسر لشجوني حبيبتي اعدرني أن لم استطع ان اسعدك ولكن حاولت و لم اتوفق و مازلت أحاول فيوما ما سوف تعود الإبتسامة و أتمنى أن تجدني دائم الإبتسامة أضحك كالراعي الصغير .
 
السعيد منصوري – قلعة مݣونة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :