اعلم أنك أنت من أعجب بها
اعلم أنك أنت من تحدثها
اعلم أنك انت من همس لها
اعلم أنك انت اول من طلب مرافقتها
اعلم أنك انت من استدعاها لفجان قهوة
الأنثى هي ليست فقط نصف المجتمع كما قد يُخيَّل للكثيرين أو كما شاع بين من يُقدِّس المرأة في بعضٍ من العبارات البرَّاقة، فوجودها يمنح الحياة ألوانها، ويعطيها طعمها، ويذلل مصاعبها، ويخفف من المها، كما يزيد بهجتها، فالمرأة للرجل شريك في إعمار الأرض ونفع المجتمع بما تمتلك من مقوّمات خاصة تميزها عن غيرها، ولأجل ذلك صاغ الكتّاب لأجلها أجمل العبارات، ورسم في جمالها الفنّانون أجمل اللوحات، المرأة هي كلُّ المجتمع إذ إنَّها بذاتها النصف الأول وتنجب وتُربي وترفع النصف الآخر، ولم يترك الأدب العربي تلك الأنثى عالية القدر دون تسطيرها في الشعر العربي ما بين عباراتٍ نثرية وأخرى شعرية، فالشاعر لا يكون شاعرًا إلا إن استطاع أن يُكرِّس صوته في نصرة تلك المخلوقة.
الأنثى يا أخي صفحة بيضاء خالية من الحقد والحسد والكراهية، في البداية تعجبك إما لجمالها أو لوعيها أو لغيرها من الأشياء الجميلة فيها.
تتقرب لها وتلمس فيها ذلك الجانب الأبيض الصافي، وهي أيضا تستقبلك بطبيعتها ومبادئها واخلاقها وبكل ما فيها، فتصبح في ورقتها كحبر أزرق يملئ صفحتها، لهذا يجب أن تعلم بأن الفتاة مثل الورق الأبيض الناعم، اعلم أن سبب تمزق تلك الورقة، كتابة الخيانة وعدم الثقة على أسطرها.
ولجعلها قوية يجب أن تكتب عليها بعض الكلمات البسيطة، أولها الأمان، ويتجلى هذا الأمان في حمايتك لتلك الورقة من الماء الذي سيبللها و يمزق أطرافها أو النار التي قد تحرقها أو من الجو الساخن الذي قد يتلفها، و ثانيها الثقة و الثقة تكتب بالمطالعة المستمرة على تلك الورقة لتجعلها تشعر أنك دارس لها و فاهم ما بها، وثالثها الحب، فالحب مع الورقة البيضاء لا يتكون الا بعد كتابة الأمان و الثقة في صفحتها، ورابعها الاحترام، فالاحترام يجعلها تتعلق بصفحتك الخاصة، والجميل ان تجعل الورقة البيضاء ملتصقة بدفترك الخاص، وهذا الادماج لن يتم الا بعد مزاوجتك لتلك الورقة في دفترك الخاص.
واعلم أنك إذا دمجت تلك الورقة في دفترك عليك ان لا تستغرب بما قد يحصل لها من تغيرات، لأنها أصبحت ورقتا من ورق دفترك، أي سينسخ بها ما هو مكتوب فيك وستعاملك بطبعك، لهذا كن ذكيا وتقبل نسختك، ولا تلمها وتقول لها لماذا تغيرت؟ فهي لم تتغير فقط نقلت ما في اوراقك، لهذا فكر قبل ان تنسخ كتاباتك عليها وتتغير أفكارك وتمزق الورقة دون ان تفهم ما يحصل.
أنا انصحك بأن تفكر قبل أن تكتب في تلك الورقة البيضاء، وثريت في كتاباتك، لأن ما كتبته في تلك الورقة سيعود عليك إما بما هو إيجابي أو سلبي، وبالطبع ستظن بأنها تغيرت، لكنها فقط أصبحت مثلك، واعلم ان المرأة مرآة الرجل.
ولن انسي أن انصحك انت أيضا، فأنت من اختار ذلك الكاتب، وانت من سمح له بأن يضع حبره وقلمه على ورقتك، فأنت أيضا ثريت في اختيار كاتب عارف وفاهم للمصطلحات الأربع، الأمان والثقة والحب والاحترام.
وكفى من تمزيق أوراق بعضنا البعض، لأن تمزيق ورقة ما، تجعل العلاقات متوترة، ويظن الشاب او الشابة أن الجميع يمزق الأوراق وان الجميع جاهل للمصطلحات الأربع، لكن العكس صحيح، أتمنى أن تكون رسالتي واضحة للجميع.
البرهمي زهير – مدينة سيدي بنور
جميل ما كتبت ولكن مقالك تشوبه بعض الأخطاء لكن على العموم أجدت و أفصحت