سمراء، حلوة التقاسيم، وفية و مخلصة.
عطرها الراقي يفوح في الأجواء، يتغلغل في ثناياك فيداعب كل خلية من خلاياك.
اقترنت بالشغف، فكانت بذلك هوسك الكبير، مستودعا لصب كل مكنوناتك الخفية و بئرا لأسرارك..
حارق ملمسها أحيانا لكنك تجازف. تجازف و تخاطر لا لشيء إلا لأنك تطمع في اقتناص حضن دافئ. حضن تدمع فيه العين فتدرك لوعتها، حضن تمسك فيه يدا فلا تترك و تتعلق فيه فلا تخذل..
لك معها موعد كل يوم، جلوسك و إياها طقس من طقوسك المقدسة، بل و يتحول إلى ترف صغير يشعرك بجمال يومك.
قهوة حلوة أو مرة، عادية أو مستوردة بجودة عالية.. شأنها شأننا، تختلف جذورنا، نكهاتنا و طبيعتنا. لكل واحد منا شجرة بن خاصة به.
قد تقترن تارة باللذة، تارة بالمرارة و تارة أخرى بالإدمان..
مختلفون، في عالم باتت فيه القوالب المعدة جاهزة لصياغة أشكالنا و تصرفاتنا، بدعوى مسايرة العصر و متطلباته.
من قال أنه من الواجب عليك أن تتقن كل كلمات المجاملة المنمقة تلك أو أن تستطيع مواكبة أحدث صيحات الموضة؟
أن تكون مبهرا لا يعني أن تتمكن من بلوغ ما بلغه الجميع. أن تكون مبهرا يعني أن تتميز باختلافك و برؤيتك الغريبة تلك للعالم..
فأتحف الدنيا و أدهشها بغرابتك و تذكر دائما أن أكثر الأشياء الملفثة و الجديرة بالاهتمام لا تبدو طبيعية.
فلا تقبل بنسخة من حياة الآخرين..
هاجر أوحسين – مدينة مكناس
طالبة هندسة طبوغرافية بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة.
فاعلة جمعوية و لها مساهمات في مجلات ورقية و الكترونية.
اترك تعليقا