جلس كعادته في رُكنِ المقهى المقابلِ للشارعِ الكبيرِ وعيناه مسمَّرتانِ على شاشةِ هاتفهِ ، تستهوِيه الفيديوهاتُ والصورُ ولا يُعِيرُ أيَّ اهتمامِ للكتاباتِ ، وأحيانَا يلتفتُ إلى المارِّينَ الذين يبدون له كأثوابِ مختلفة الألوان لا يميز بين الرجال والنساء منهم ، عقاربُ الساعة تطوي الزمن طيَّا ، النهار يقصر في فصل الشتاء ، وبين الفينة و الأخرى يقول لصديقه : الزمن يمر بسرعة البرق ، لا أدري لماذا ؟
أجابه رجل طاعِن في السنِّ کان بالقرب منهما : يا ولدي كل يوم مضى إنما ينقص من أعمارنا وتدنو آجالنا منا شيئا فشيئا ، فَطُوبَى لمن ترك أثرَا طيِّبا وعملا صالحا يذكر به …
قَبَّلَ صَاحِبُنَا یَدَ الرجل ومنح ثمن الشاي للنادل واختفى وسط عدد كبير من الناس .
علي أومنال – مدينة خنيفرة
اترك تعليقا