بدأت الشتاء الخريفية تهطل، يبدوا المطر باهتا وضعيفا تحت وهج الطلاب، الكل يتحسس ذلك الرذاذ، كأنه عصير ليمون منعش في أشد الحر، بدأت أبحث عن قاعتي وسط الكلية، وحفيف الأشجار المغروسة يرثي على حاله، بسقوط أمطاره مع إيقاع المطر، ومع تلك الصورة، ارتطمت بمجموعة من الشبان، ارتعش جسدي، وأنا أتلف أوراقهم في الأرض، مرر شاب كلامه إلي: لا بأس، فاحمرت خدودي من شدة الخجل، اعتذرت لهم بسرعة، وذهبت أرتجف من ذلك المأزق، كخروف يذبح وهو يلتهم بكلتا عينيه السكين في يد الشخص الذي سيقوم بالذبح.
وأخيرا وجدت القاعة، خلت في نفسي قطعت الفيافي للبحث عن هذه القاعة، استرقت النطر إليها، أتمحص في عيون الطلبة، إذ بي أسدل خمار ذكرياتي، ذكرني هذا المشهد بالمسيد، عندما كانت جميع الدواوير تنصب إلى ذلك المسجد، طلاب بمختلف الهيئات كما عهدت ذلك عند عبوري الحي الجامعي، إنه الشاب نفسه الذي ارتطمت به…….
سكينة الميموني – مدينة وجدة
جميلة ?