أجالس نفسي، وأضُمّ أحلامي عندما تغادرني ابتسامتي، ويرحل الأمل عن عينين كئيبتين، التي تختلس نظرات شزراء صارمة، متقطعة عبر نافذة اكتئابي…
نفس لعلها تنتظر شيء، شيء لم يصل بعد، أم لم يحن وصوله، أم أنه لا يريد أن يصل، أيا كان، فأنا في انتظار ذاك الشيء…
وكيف أستطيع العيش دون انتظار، والاكتئاب خنقني، واستعمر أوصالي، وخيم على سطح أغواري… فؤاد مخنوق يغلي فوق براميل الجحيم، ويتعارك لسانيا مع انتكاستي التي أصابتني لعنتها دون غيري…
لا شيء يفتح باب الفرج، فالمفتاح كسّر نفسه وترك الباب موصد في وجهي، لذا غدوت اليوم لا أنتظر شيء، لأن أي شيء أنتظره بشغف زائد، وحماسة وثقة مفرطة، يخيب آمالي أكثر مما هي خائبة، ولا يصل ذلك الكائن إلى المحطة التي أنتظره فيها، وأنا جالس بالساعات على مقعد خال في انتظار القطار…
يا نفسي إذا أردت شيء بقوة فعليك ألا تبالي، آنذاك يأتي في حينه منكسر جناحي… فلم علينا إذن أن نقتل أنفسنا كمدا، وأن ندخل أنفسنا في الرمال كالنعام في انتظار شيء لن يأتي…!!!
علينا أن نصمد ونضمد صدامتنا ونلملم أشلاءنا ونحملها في حقيبة سوداء ونواصل رحلاتنا بلا اكتراث …
عشرات الآمال الواهية، انتظرت مجيئها ولكن لم تجئ، وجاءت الخيبة، بعدما كنت واثق من نفسي أنني سأحصل عليها وهي آتية في الطريق، لاشك كنت واهيا بأمل واهية ووعود كاذبة، من تفكير مغلوط ومشوه أصابتني لعنته، ورافقني شقاؤه…
شقاء إلى متى ينتهي!!!
وانتظار متى يأتي!!!
محمد بن صالح – مدينة تازة
اترك تعليقا