كان يظهر على شخصيته الحزم و القوة ؛ وكل من عرفه ظن أنه غليظ القلب …..
ذات يوم شاهده الجميع متأثرا والدمع ينهمر على خديه وهو جالس في مكتب عمله ؛الكل تعجب من الأمر وبدأ التساؤل حول الشيء الذي جعل الرجل القوي يبكي ويتأثر بشدة . أمر غريب عليهم وغير عاد .
اقتحم أحد الحاضرين المكتب في محاولة ليعرف سبب بكاء الرجل المعروف بجبروته ويخفف عليه ،
سأله عن سبب البكاء .
فأجابه : صديق قديم هاتفني للتو بعد مدة طويلة انقطعت فيها سبل التواصل بيننا ،كان صديقا وفيا عشنا أياما جميلة ولحظات لا يمكن أن تنسى ، أوقات موشومة في الذاكرة . كان السائل في حالة ذهول مما سمعه من الرجل الذي كان يخشى من صوته الجهوري المتقلب المزاج ، العنيف أحيانا.
عاد السائل إلى زملاءه وهو شارد الذهن فيما سمع من الرجل ، فأخبر هم بما جعل الرجل يتأثر ويبكي ، فذهل الجميع من الخبر الذي غير صورة الرجل بينهم ، بعدما كانوا يظنون أن قلبه أسود لا يعرف الرحمة ولا حتى يملك إحساس يستشعر من خلاله الآم الآخرين وأحزانهم ،
ربما كان الرجل يخفي الجانب المشرق فيه أو لا يعرف التعبير عن حبه للآخرين،
نعم فهناك من يحب بقسوة أو يحب دون أن يبين ذلك اعتبارا انه اذا عبر بشكل صريح ، فيعني له ضعفا أو حتى نقصا ، الرجل لا شك يعرف المحبة وحب الآخرين، لكن حوادث الدهر هي التي جعلته هكذا يظهر للعيان قبيحا عيناه تضلل بشررها المزيف. فكم من وجه يظهر عليه الفرح والابتسامة . لكنه يضلل الناظر لما به من كابة وحزن لا يظهر إلا من يعرف أن الضحك ليس دائما يعني الفرح والسرور . وإن الوجه العابس لايعني بالضرورة أن صاحبه حزين.
عبد اللطيف السعيدي – مدينة سلا
اترك تعليقا