كمال العود يكتب: الانتظارية

22 سبتمبر 2020
 
أقف منتظرا حلمي، بعد أن تخليت عنه وتسلل اليأس والقنوط لفؤادي، وأَحْكم ظلام حالك على فكري، رغم ضوء قنديل خافت لكنه لا يفي بالغرض.
إبتعد عني حلمي الذي اعتبره حلما بعيد المنال، في أحيان أراه طيفا وسرابا في صحراء رمضاء، حلم أُشبهه بسراب ماء يتراءى للعطشان.
انتظر في محطة الحلم، وأتعب من طول الانتظار، فأقف على قدمي وأَلُوح بنَاظِرِي لَعَلِي أَلْمَحُ جزءا من حلمي قادم ولو متعثرا مهزوما.
تأخر حلمي موت سريري لذاتي، لن تنفع معه جل الأمصال واللقاحات اليومية، لن يشفي غليلي سوى موعد مع حلمي، أمسكه بيدي واتجول معه في الآن، وفوق رأسي قبعة السعادة التي حملها حلمي معه في حقيبته، رغم قيود رقيب المحطة على الأمتعة، إلا أن حلمي استطاع بحنكته أن يُهَرِب السعادة ورفيقتها الحكمة.
وبين هذا وذاك فالانتظار يدفعني إلى تجرع حبات منومة زائدة قد تؤدي بحالي إلى الانتحار او النجاة، وأجد نفسي في واقع غير واقعي، فأفرح وفي يدي قنينة الشمبانيا، أشرب بشراهة حتى أصل لثمالة وأسقط مغمى علي، فلا استيقظ بعدها لان حلمي تحقق.
 
 
كمال العود – مدينة تارودانت
فاعل جمعوي، مهتم بالقضايا التربوية، الثقافية، والاجتماعية، والأدبية، والحقوقية

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :