تركت خلف ظهري التفاصيل منها ما يبعث السرور في القلب ومنها ما يصيبني بغصة في القلب فيلزمني الفراش الايام عديدة. حولت دفن الماضي في عمق نفسي عساي أبعث من جديد في صورة جديدة أعيش ما تبقى لي من أيام حياتي بلا أي ارتباط كان ومع أي كائن كيفما كان.
غيرت طبيعة نومي في البداية، أصبحت أضع وشاحا على وجهي كي لا أرى الضوء ولم أعد أنام في وقت متأخر، كان الأمر صعبا لانني كنت أشعر دائما أن غرفتي ينقصها السكون الذي اعتدت عليه، كلما حاولت النوم أشعر بشخص بجانبي يراقب دقات قلبي، كان هذا الاحساس وحده يسرع من خفقان قلبي حتى أشعر بضيق في التنفس.
أقول بعد هذا الشك : أكان طيف أحلام؟ أم أنني لم أكن مستعدا بعد لطي صفحة الماضي؟
ببطء شديد ورغم الرعب الذي اعترى كياني جلست في مكاني دون أن أشعل الانارة، كنت خائفا من لمس زر الاضافة خائفا من مواجهة أحلام, فكرت بسرعة دون أي مهلة رحت أردد: حتى وإن كانت هنا الان ماثلة أمامي بأي شكل سأحدثها وبأي لغة يا ترى سنحكي عن التفاصيل المدفونة.
ترددت كثيرا لم أعرف أين سأتجه داخل الغرفة عزمت أمري أضأت الغرفة واذ اجد نفسي وحيدا أتصبب عرقا ويداي غير قادرتين على الحركة.
رافقت قدمي تجاه صنبور الماء بللت وجهي ثم أمعنت النظر في المرآة، كانت قطرات الماء تنساب على خدي ببطء شديد، لاول مرة رأيت تجاعيد السنين ظاهرة على ملامحي، كبرت قلتها وأنا عيد غسل وجهي عساي أجدني عدت إلى الماضي عشرين سنة مع أحلام نعبر النهر لسرقة لحظات من الزمن ومن أهل البادية نتبادل فيها أطراف الحديث.
احمد شعبان – مدينة جرسيف
اترك تعليقا