……
مرّت به وكأنّها لم تره.. ولم تعش برطبِ ظلال حُبّ.. أعوام وأعوام؛ تجاوز الستّ..
وتلتفتُ إليْه بدهشة وتعجّب؛ تدلّل زيف.. وكأنّها لا تعرفه.. ولا يعنيها الأمر..
وتنسى :
– أنّ الحُزْن يؤدّى إلى الذبول..!
ولأنّها تعتادُ أنْ تجرح، لم تشعر.. ولن تعرف أبدًا:
ـ أنّ الذبول يجرحُ ويؤلم آحاسيس الورد..!
عابرةٌ مَمَرّات الأمس؛ وهى لا تزل؛ لا تعبأ بذاك الصنم الجَمّ.. أنا الواقف يتأمّلها بإنحناءة خفيفة بالظهر.. ونظارة شمسيّة طبيّة سوداء؛ يرتديها منذ رحيلها نهار ليْل.. ورصانة كلاسيكيّة خارجة من رومانسيّة ستينيّات الزمن البأسِ.. تخفى الدّمع المارق.. والوجع الجائح.. الشارد نحو المجهول الغامض..
فلم اليوم عادت..؟
فقد راحت رقّتها فى سُبات لَحْد.. وهجرها رُقىّ الحضور بَيْن ثنايْا كرمشات اغتصاب الجلد البضّ؛ لصّ لذائذ شَهد.. ولحس ثمالة خمر..
فخسرت أغلى ماتملكه الأنثى؛ الحيْاء واللون الوردىّ ببراء طفولة مَهد..
وغدت مثل جسد الصبّار خُضرة شَوْك..
ودون يَنْع؛ تعشها الروح عصر مُرّ..!
……
أحمد الغرباوى – مصر
اترك تعليقا