لاشك أنك الآن تنعمين بالراحة والصمت الذين كانا غائبان ها هنا، اعلمي أن العالم لم يتغير بل يزداد سوءا يوما بعد يوم.
مساء أمس كنت أحس بتعب شديد لا أخفيك أنني فكرت للحظة أنني أغادر هذا العالم بشكل تدريجي، نسجت أحلاما لنا معنا، فكرت في الكلمات فلم أجد في ذاكرتي سوى صورة واحدة تطفو على السطح، كانت صورتك يا أحلام بشعرك الاسود المسدول وعيناك السوداوين وبشرتك القمحية.
كنت أنت أحسست بدف يديك وأنت تراقبين درجة الحرارة بينما أنا بين العالمين.
استسلمت للتعب والانين، فتحت كل الابواب في عمق ذاتي عساي أجد منفدا واحدا للعبور لكن صوتك كان يأتي بين الحين والاخر من الخلف يجبرني على التراجع والعودة للبحث عنك.
رن الهاتف مع السادسة صباحا بصعوبة كبيرة استطعت ان اصل اليه لاغلق رنين المنبه، بدأت افتح عيناي بشكل تدريجي كأنني كنت في ظلمة حالكة منذ أيام رحت أنظر هنا وهناك فلم اجد سوى جسدي وحيدا داخل الغرفة، أحسست بكآبة شديدة برغبة في النوم مرة أخرى لاعود من جديد وأستنشق دفء أنفاسك التي ظلت عالقة في جسدي، إنني أشمها الان يا أحلام هل حقا كنت هنا؟
أم أن جسدي لا يزال يحتفظ بكل التفاصيل التي جمعتنا في بقعة منسية لا أستطيع الوصول إليها.
احمد شعبان – مدينة جرسيف
اترك تعليقا