لا تنكر عليك جهدك من أجل إتمام دراستك، والسير وفق حلمك الذي تعكسه عليك مخيلتك، لا يمكن لك أبدا أن تنسى معاناتك، وألمك الذي كابدته، أيعقل أن تنسى الشتاء التي كانت تسقط عليك مدرارا وأنت متجه إلى وجهتك.؟
انتهت الرحلة يا صديقي، وانتهت معها جل المعاناة، إلا الذكريات التي بقيت صامدة في وجه الكل، الكم الهائل التي تصادفت معهم في طريقك، منهم من اجتاحته العواصف، واختفى، ومنهم من بقي مصرا على البقاء والوفاء لك، آنت النهاية وشارفت على الوصول، الوصول إلى ماذا؟ إنها رحلة المجهول وبطلها أنت ؟ لديك خياران، إما قصة الجمود، أو الاستسلام.
انتهى موعد الأصدقاء، وانتهى معه شريط الرحلة الأولى، إنها البداية المظلمة المداهمة من عبور أي ضفة، إنه الفراغ يلوح عاليا بشارة سوداء، أتعلم ما الذي عليك فعله؟
أنت تائه، والتيه يؤدي بك إلى سلك القفار والفيافي، لعلك تجد نهاية سعيدة لقصتك الأولى، كالذي ظل الطريق في طريقه، إنك متشرد، وشرودك هذا لا يمكن أن يطفئ لهيب شغفك، لست مخبولا ولا ذاهلا، إنك تبحث، تسأل، تجري، تلهث، بمجرد ذلك، تنتفض انتفاضة شديدة لأن الواقع الذي خلته في مشوارك، ليس منه شيء، ظننت أنك عند انتهاء مشوار الدراسة، ستفتح لك الحياة مصراعيها وتأمرك بالدخول إليها ،فرحا، يقظا، جزاء لثمرة جهدك، كلا يا عزيزي!
لم تلبث أن انفجرت، تنشج نشيج الأطفال، كأن الشقاء ألفك، والجميل أن صرخاتك، وصيحاتك، تجعلها حبيسة غرفتك، لا بأس، لا شيء تابت في هذا الكون، مهما آلمك الأنين والاعياء، سيطفؤه شغفك
لم يسلم أحد من هول البداية، من شقاءها وتعاستها، إنها الخلاص الوحيد للوصول، إنها الساعة التي توقظك وسط هزيع الليل وتجعلك تفكر في حيلة من الحيل، شبيهة بقصف الرعد، وصعق البرق، ولكن لا سبيل من المرور على ضفتها.
“ألم_البدايات”
سكينة ميموني – مدينة وجدة
اترك تعليقا