ليلى شاهد تكتب: أنا والليل

6 يوليو 2020
 – “نحن في القاع وهذا جيد، على الاقل لن نسقط مرة أخرى..”
– أجل جيد، لأننا سنستمتع مرة أخرى برحلة شيقة لتسلق الصعاب الشاهقة، أظن أن الآلهة كافئت سيزيف وبدلا من عقابه جعلته يؤدي مهمته بهمة منقطعة النظير.
– أنت تخاطر لأننا نعيش خارج أرض الأساطير، استسلم فحسب..
– تذكر يا صديقي أن السفينة آمنة في الميناء لكن ليس هذا الهدف من صنعها، بل صنعت لتبحر، لتكتشف، وتصارع أمواج غاضبة ورياحا تجري بعكس هواها.. المتعة في الصعاب التي تغلف الأحداث وتجعلها بلذة أعمق..!
-يوما ما ستتحطم سفينتك في عرض البحر، فلا رست على بر أمان، ولا ظلت في الشاطئ بسلام.
– ما قلته صحيح، حتما ستتحطم يوما ما وستغرق معها بنات أفكار، قصص وأحلام والكثير من الأسرار ..، سوف تستقر بقاياها في قعر محيط مظلم، حيث مثواها الأخير. جميعنا يعلم أن ثمة نهاية للطريق ولو طال .. لكن تذكر أنك القبطان فأحسن قيادة سفينتك وحررها من الحمولة الزائدة لتبحر بسلام.
– كيف السبيل إلى تخليص النفس مما يثقل كاهلها ؟
– سأجيب بسؤال : إن لم تبك من قلبك، فكيف ستضحك من القلب نفسه إذن ؟ الظلام لا يطرد الظلام وحده نور الشفق يفعل ذالك..، ما اخفقت في كسبه بالكراهية افعله بحب وإنسانية. لولا دوران الأرض لما تعاقبت الفصول !
كنت اسأل الليل وكانت الأسئلة تذوب وتتلاشى  في الظلام، ليأتي الجواب جليا في هالة القمر، منقوشا بحروف من ضباب.
كأن الليل يعلم وكأن الليل يشهد، وكأن الليل يدري… ولعله يدري !

ليلى شاهد – مولاي بوعزة -خنيفرة

اترك تعليقا

لن يتم اظهار بريدك الالكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

: / :