تعالوا لنقطع أوداج حروف الحب ونرق دماء الأحاسيس المرهفة ونحرق جثث المشاعر الجياشة ، ولنرقص دبكة أسى معاً ، ليؤخذ كل لنا لوحة للوجع المحيط بنا ويعلقها على جدار الحياة الحزينة ، ولنشحذ سكاكينا لنكتب بها ولو مرة واحدة كلمة صدق واحدة تشفع لنا ، لتشهد كل الكائنات على تطفلنا ذات مرة على الموضوعية ، وليكتب التاريخ الأسود بين دفتيه المتناقضتين أننا ذات يوم تجردنا من ذواتنا وقلنا حروف تتنفس حقيقة …لتتبجح بنا الأجيال القادمة …لماذا ؟…لأننا ببساطة قلنا كلمة صدق أو رسمنا لوحة معبرة أو كتبنا عن أشياء واقعية ، ولنسافر مع صدقنا اللادائم قليلا.
لنسافر إذاً مع طفلة فلسطيينية كتب الجمال بخطه الذهبي على وجهها سطورا مشبعة بحكايات حب عالقة بأسوار الأقصى وحارات القدس وأشجار غزة وأحجارها ، وهي تجمع كومة من الحجارة بأناملها المحترقة ، لتشكل بها كتلة عزيمة لتقذف بها صهيونيا غاشم ، تلك الطفلة التى كبرت قبل أوانها وتخظت عمرها بقرن من الزمن ، سلبت منها براءتها وجمالها ، ولا تزال وردة عمرها فى بداية عبور عبيرها داخل تلافيف الأرواح ومسام الأجساد ، تلك الطفلة التى قصمت غيمة الخذلان الحارقة كل أحلامها التى رسمتها بكل عفوية وجمال ، ورسى قارب طموحها على شاطئ الخيبة الممتدة حدَّ الألم ، لا تزال مذكراتها الصغيرة وقصاصتها القصيرة تحتفظ داخلها بخطها الطفولي المعوج ، ذالك الخط الذى من خلاله خربشت أحلامها بلغتها ، عل القصاصات تحققها بين أحضانها الآمنة قبل أن تمتد لها يد غدر لتحرقها كما فُعل بها هي .
ولنأخذ لوحة أسى أخرى لسوريا الحزينة واليمن الجريحة والعراق اليتيمة …فهناك آلاف صور وجع تحيط بنا دون أن ترعى إنتباهنا أو تلفتنا لفتة حب واحدة لإخواننا نسعفهم بها أو نقاسمهم مشاعرهم أو نخفف عنهم ،
فيارب سامحنا على كل تقصير وخذلان
سيد محمد اجيد – موريتانيا
اترك تعليقا