بين الواقع والحلم خيبة وبعد ….
هذه جمجمتي الصغيرة حاملة في مهدها شظايا مخيلتي
تلك المخيلة التي حملت هي ايضا بدورها أحلام وسرابات جميلة وضعها الواقع تحت حبل المشنقة
الواقع المريض
لم يحتمل كل هذا الجمال الذي في داخلها فأعدمها
ليبرهن أن مملكة الحياة تنصر من لأقوى فقط !!
كانت مخيلتي المسكينة تحلم بحياة عادلة مع الجميع ، حياة لا وجود في قاموسها لكلمة “ظالم ومظلوم” .. حياة لافقير فيها ولامذموم ولا يتيم ،حياة يتبادل الجميع فيها أطباق الحب بنكهة عطائية على صلصة عاطفية وبخبزة صِدْقيّـة ….
وكانت قبل إعدامها بهنيهات تصيح ،دعونا نعيش بسلام تحت ظل الحق والأمان ، دعونا نزخرف العالم بألوان لإبداع بدل من دماء لأرواح ،دعونا نمزج ألواننا ودياناتنا وعاداتنا ثم نشكل نموذجا سرمديا ..
“دعونا نضيئ في كل بقعة من لأرض ”
دعونا نهرب إلى الخيال إن كان الواقع لايرغب بنا…
دعونا نرمي كلمة ،عدو وقاتل ومتشائم في سلة لإغتيالات ..!!
دعونا نرتكب آخر جريمة في العالم ونقتل ،القتل ، والظلم ،و العنصرية
أو دعونـــا نـشـنق الواقـع ونرجسيّته بدل مــن كـل هـذا …!!
لكن كل هــذا لم يحـدثـ ولـم يسمـع أحـد صدى مخيّلتي ،فأغتالها الواقع بتهمة التـطـاول عليه …
وبقت جمـجمتي في حدادها مقبلة على الأنتحار
ولم يكن لها عزاء سوى شريط ذكـريات مليئ بثرثرة مخيلتها الحبيـبة … !!
شمني عبدي – موريتانيا
اترك تعليقا