لتكتب تحتاج ان تلامس السماء وقدماك متشبثة بارض صلبة …
هكذا قامتك الادبية تطول لتتسع الرؤية وتضيق العبارة وتتكثف وتهطل حبرا يشبع لهفة القارىء…
تحتاج ان توقظ في داخلك جنية الحب هي حذرت بقدر لهفتها لتذوق النور ….تخاف لعنة الفراق وتحاول على مر دقات العمر ان تفك تعويذة الباب الموصد امام كل من يغازل روحها….
تحتاج حياة جمعت الألاف من الحكايات المدونة…
أصابع غزلت من الورق مرواح بقدر تقليبها للسطور…
تحتاج جدرانا من كتب ، لانه لا المكان للثياب المعلقة ولا للاثاث ولا لمزهرية تاخذ كل هذا الركن…
بل تلتف حولك الكتب ولا يبقى لك سوى حيز لنافذة وباب .
-تحلق بلا جناحين ولا حتى تذكرة لن يرى روحك سوى قلمك لن يصف المكان والزمان الذي كنت فيهما سواه
لهذا ستدون في بياض الورق ما يقال عنه جنون المحلقين في ذواتهم.
لا يوجد هنا توقيت ونظام وتنميق لطاولة ولا حتى كوب قهوة وأغاني دافئة كلها طقوس افتعلها لتشتهي ما اكتبه واجعل له رائحة ولون وطعم.
لكني في الحقيقة كتبت وانا لا اسمع سوى صدى من شاركتهم حياتهم في زمان ومكان اخترته لفتح الكتب
…القصة تغزل من خيوط الذاكرة تنسج
البداية ولا نختار متى ولا اين ستنتهي
نتابع التفاصيل مثلكم ونتفاجىء مثلكم ونبكي مثلكم في نهاية السطر……
الكتابة حالة هي تقاطعات بين مواقف عدة وسطور قرات لايام طوال هي العبق الذي يبقى من نزهة في عالم من ورق ….
الكتابة مغامرة و لتغامر بالبوح يلزمك الكثير من الحماسة لأنك ستجمع خيبات عديدة لتدسها بين السطور وكذلك يجب ان تتقن طي مشاعر تمتزج بين فرح وحزن لسنين في ثنايا الذاكرة وتعيد ترتيبها منظمة ومرتبة بين السطور
ولا ننسى خيالا يجعلك تاخذ من شغف البدايات و سكون النهاية ،من لون وطعم الاشياء ،ومن الشخوص دفىء تواجدهم او برودة الغياب .
الكتابة ليست فضفضة لان هذا يحيل اللغة الى كلام عادي ،بل هي أن اجعلك معي بكل ما أعيشه من لفظ ان تغادر وتلف عوالم من ورق في رحلة اعلن بدايتها بالكتابة وتعيشها انت بالقراة.
الكتابة ان لا أعود كما كنت قبلا بل اتبعثر بين الصفحات و يلملمني نهاية السطر…
ان تكتب فأنت تعلن جنونا عاقلا بحيث تخرج عن المألوف لا يجب أن تكون عاديا ولا متوقعا لأنك ستحول النص إلى سطور جوفاء تكتب لتكتب وترص الكلمات بلا تشويق ولا حبكة لانه من يعيش هذيان الكلمات المدونة لن تجد اجمل من نصوصه المشاغبة…
ان تكتب لا يعني بان تبقى وحيدا في غرفة مغلقة بإحكام، بل انت في غمرة الحشد تعتزل افكارك لتدونها قبل أن تتبخر…تسابق الخطوات وتتأمل خيوط السعادة تغزل من الوهم،…
وتجمع ما يتبقى من وعود متناثرة في مساءات الحب
ليست الكتابة بيانا ولا بديعا نزين به صوت القلم
لبس شرطا أن تتقن العزف على نوتات النغم ونهايات متجانسة تتراقص حروفها…. بل المهم ان تملك الإحساس وصدق السرد ان تقترب من شغف القارىء بقدر بعدك عن تقييد.مخيلته هو المزج بين دقة الوصف وغموض التفاصيل لأنك تمنحه بهذا فضولا للمتابعة ،وتنقل روحه إلا كلماتك المدونة لتبلله حبات المطر ويسمع أصوات الاطفال ويرتعب من دوي الحروب ويبكي حرقة الفقدان….ويعيش غمرة اللقاءات.
الكتابة ليس مشروع نخطط له ليست مهمة قيد الانجاز وفق خارطة زمنية بل هو حالة تعيشها وتجعل كل من يتصفح هذا الكلمات يغادر معك ويرجع محملا بكثير من عبق الحروف.
اسماء عقوني – الجزائر
اترك تعليقا