حوارات مغرب الثقافة
ضيف الحوار: الشاعر محمد اللغافي
حاوره : القاص أحمد العكيدي
“نتحسس إبداعات من صنف أخر تحتاج أن تجنس بطرق حداثية تواكب الجيل الجديد”. الشاعر محمد اللغافي
نبذة عن الشاعر محمد اللغافي
شاعر وكاتب مغربي، مزداد بتاريخ 07/12/1960، بمدينة الدار البيضاء. انطلقت بدايته أوائل الثمانينات كمؤسس لحركة “الحواس الخمس”، وهي حركة أدبية انطلقت من فراغ لتواكب الركب الحداثي. تمخضت عن هذه التجربة جائزة “الحواس الخمس للإبداع الشعرية”، والتي مرت منها ست دورات، ومنها دورتان بدعم من “اتحاد كتاب المغرب” الذي ساهم فيها بمجموعة من منشورات.
• مؤسس جامعة المبدعين المغاربة ورئيسها الحالي؛
• رئيس جمعية التجار والحرفيين؛
• نائب الكاتب العام والمشرف الثقافي لاتحاد الجمعيات المحلية؛
• شارك في لقاءات وطنية وعربية آخرها لقاء مهرجان الربيع الثقافي في بيروت والقاهرة…
• له تمثيلية أخرى خلال شهر مارس بجمهورية تشيلي؛
• تم تكريمه من طرف وزارة الثقافة سنة 2018 في احتفال رسمي إلى جانب الأديب محمد أديب السلاوي والناقد محمد علوط ومؤرخ المملكة والسيد عبد الحق لمريني وشخصيات أخرى؛
• أسس جائزة زهرة زيراوي لإبداعات الشباب وهو حاليا المشرف عليها إلى جانب أسرة الأديبة الراحلة زهرة زيراوي؛
• ينشر نصوصه في الجرائد والمجلات الوطنية والعربية.
من أعماله الفردية في الشعر
• امتدادات ؛
• وحدي احمل هم هدا الوجه؛
• للموت كل هذا الحب؛
• حوافر في الرأس؛
• الكرسي؛
• يسقط شقيا؛
• مكتظ بي أيها الفراغ؛
• لست على الخط؛
من أعماله أيضا
• سوق عكاظ، شعر، عمل مشترك.
• الحواس الخمس الخطوة الأولى، شعر، عمل مشترك.
• كان عليه أن لا يكون، قصص قصيرة؛
• عصامي يطلق لعنته؛ مجموعة مقالات تضيء تجربة الشاعر محمد اللغافي.
نص الحوار
• بداية، حدثنا عن حضور القصيدة في حياتك؟
حضور القصيدة في حياتي هي حضور عفوي كحضور الليل في وقته وإشراقة الشمس في وقتها والهواء للتنفس، إنه حضور طبيعي كحضور مستلزمات الحياة.
• ما هي أبرز التحولات التي رافقت تجربتك الشعرية الممتدة لأكثر من ربع قرن؟
إذا ما كان هناك تحول يمكن أن يراه الآخر في تجربتي، الآخر هو المرآة، لا يمكن أن ترى وجهك بدون مرآة، لهذا لا يمكن أن أجزم في الأمر، لكني مؤمن بأن تجربتي رافقتها تحولات كثيرة، مع تحولات الزمن؛ فكلما ازدادت تجاعيد الوجه تتغير الرؤية للزمن والأشياء، وكلما تقلص العمر ازدادت التجربة نضجا وعمقا، ناهيك عن تجاوز مرحلة بمرحلة من حيث التحولات التي يشهدها المشهد الشعري العالمي، مثلا نحن كتبنا شعر التفعيلة من قصيدة الشطرين إلى النص الحر التفعيلي، ثم إلى ما بعد التفعيلة، النص الذي يعتمد على الجرس الخفي وقصيدة النثر ونص الهايكو والشذرة، وأعتبر هذه التحولات مجرد بحث عن هوية جديدة لنص جديد خارج التصنيف.
• كيف تنظر إلى التجارب الإبداعية الجديدة في مختلف الأصناف الأدبية عموما وفي الشعر خصوصا؟
أعتقد أن التجارب الجديدة تحتاج إلى وقت للنضج، خصوصا التجارب الشعرية ما زالت لم تختمر لكنها تحاول القبض على ذلك، نص يفتقر إلى المقومات الأساسية للشعرية الغنائية والصورية، بينا في القصة القصيرة هناك تجارب جديدة تستحق التنويه كما في الرواية.
• هناك تمرد مستمر على التجنيس الأدبي من طرف العديد من الكتاب، خاصة الجدد. في نظرك، هل يمكن إرجاع ذلك إلى أن التجنيس يقلص من مساحة الإبداع كما يزعم البعض؟
حقيقة أن الزمن تغير وتغيرت معه الرؤى ولهم أن يبحثوا عن ذواتهم بعيدا عن تكرار الماضي واجترار الجاهز، فالتجنيس أكل عليه الدهر، ولا أظن أن ما يكتب اليوم يحتاج إلى التجنيس، فلا القصيدة قصيدة ولا القصة قصة، نتحسس إبداعات من صنف أخر تحتاج أن تجنس بطرق حداثية تواكب الجيل الجديد.
• يعاني المثقف عموما من صعوبات قلصت من حجم مساهمته في تطور مجتمعه، خاصة في خضم ما يعرفه العالم من تطورات متلاحقة في شتى المجالات. من خلال تجربتك في المجال الثقافي، هل يستطيع المثقف العودة إلى دوره السابق، المتمثل أساسا في التنوير؟
الثقافة عموما أصبحت ثانوية في مجتمعاتنا العربية بالخصوص، وهذا مؤسف حقا لأن المجتمع بدون ثقافة يصبح تافها، ولا أستطيع التكهن بالمستقبل، لكنني أومن بأنه مهما طال الزمن سيعود للمثقف دوره الأصلي وسلطته المفقودة، بعد أن تلتفت إليه الجهات الوصية وتمنحه حقه في التعبير عبر وسائل الإعلام والمنصات الكبرى.
راكمت جامعة المبدعين المغاربة، مند تأسيسها سنة 2010، ما يزيد عن 100 إصدار وشجعت مجموعة من الكتاب على النشر واقتحام الساحة الإبداعية رغم الصعوبات، حدثنا عن هذه التجربة وعن التحديات التي تواجهها؟
أعتقد أنها حلم وتحقق بعد عقود من الإصرار والتحدي، الفكرة تأسست في التسعينات من القرن الماضي، وكلما اجتمعت بفريق من الأصدقاء لمناقشتها تبوء بالفشل، لأن الرؤى تختلف، وغالبا أجد معارضة من أقرب الأصدقاء، كان حلمي أن أشجع المبدعين الشباب بالخصوص، لأجل اكتشاف الطاقات وفسح المجال لهم في إطار رؤية إستراتيجية تكافح كل أنواع التطرف والتشرد، فحين تتيح للشباب الفرصة فأنت تمنح لفئة هويتها المفقودة، وتؤطرها لتجعل منها فئة مثقفة تبدع وتنتج، وتساهم في التنمية الثقافية في وطنها. ففي سنة 2010 كانت بداية خروج الفكرة إلى الوجود وبدأتها بمجهود فردي، حيث قمت بتأسيس لجنة تحضيرية من شباب لا علاقة لهم بالثقافة، وتابعت الملف لإخراج الجمعية إلى الوجود، في الجمع العام دعوت مثقفين من أبناء الحي الذي اقطن فيه ومن بعض الأحياء المجاورة لانتخاب المكتب المسير، ووجدت عراقيل في الجمع العام لولا أن هناك أصدقاء ساندوني، وانتخبوني رئيسا للجمعية، هكذا نجحت في الخطوة الأولى، وبدأت بوضع النقط الأساسية التي ستنهجها جامعة المبدعين المغاربة، من بينها النشر الجماعي، والأنشطة الموازية التي اهتمت بالمثقفين من جل الحساسيات، كان طموحا أن تولد على يدي تجارب أخرى، فالمبدع يجب أن كون فاعلا تنمويا في مجاله، ليس أن يكتب فحسب بل أن يكون جسرا للمبتدئين أيضا لكي لا ينحصر الإبداع، أعني أن يكون امتدادا للمستقبل، اليوم بفضل المجهودات أًصبحت جامعة المبدعين المغاربة ناشرا بامتياز، معتمدة على إستراتيجية ذاتية بدون دعم من أي جهة، بفضل الثقة والشفافية والموضوعية.
• كلمة أخيرة؟
شكرا لكم على حواركم هذا، كما أوجه الشكر لكل العلاقات الطيبة التي تشجع مشروعنا، وتواكب تجربتنا.
اترك تعليقا