قال: ما بك
قلت: لا شيء، مجرد دردشة كورونية
قال: لم تعطينها هذه الصفة؟
قلت: لأن موضوعها عميق وقد تمل
قال كلي آذان صاغية، إلا أني أخاف أن أموت خلال هذه الدردشة. إنه تشبيه خطير!
ابتسم خائفا، كان للكلمتين وقع ليس بالجميل عليه “دردشة كورونية”، ومع ذلك استمع إلى كلماتي، كنت أعلم دوما أن شخصيته قوية وصبور.
قلت: نرحب أحيانا بفكرة ما، نخوض تجربة الفكرة. قد تبهرنا مدينة تلك الفكرة وقد لا تعجبنا! وبتعبير أدق : نخذل. عندها نقول هي مجرد تجربة ومنها نتعلم! لكن لماذا نسميها تجربة؟
اختفى قلقه، ضحك وقال: يبدو أن للحجر الصحي أثر جميل على أفكارك. ثم لماذا ترددين فكرة.. فكرة… ألا يوجد في قاموسك مرادف لها؟
قلت: هل تسخر مني؟ تصادق السخرية حتى في زمن كورونا؟ أنت هناك بعيد جدا، ولولا الإنترنت لما عرفنا أخبار بعضنا. أرجوك لا تسخر مني.
قال: ماذا تريدين أن أقول لك؟ ربما لو استشرت لما سميت بتجربة… لكن انتظري إنها تبقى تحمل دوما اسم تجربة لكنها تكون تجربة جميلة !
قلت: إذن هنالك نوعين من التجارب، الناجحة والفاشلة. الناجحة مقترنة بالاستشارة والفاشلة..
قاطعني وقال: والله هو موضوع عميق، أكملي قد تنسيني فلسفتك هذه الليلة قلقي ورعبي من كورونا، أكملي كلماتك..
قلت: أنت تتحدث عن الخوف والرعب! أنت!؟ لكني اكتشفت شيئا واحدا في هذه الظروف العصبية التي نمر منها،
قال: ماهو؟
قلت: سخريتك ربما كانت من عائلة كورونا
قال ضاحكا: لكنها ليست قاتلة يا حبيبتي، تماما كفلسفتك وثرثرتك التي أعشقها.
خديجة الخليفي – مدينة سلا
اترك تعليقا