تعال أیھا التعب لأحضنك فما أنا إلا نقطة ماء
ستجف عند حلول مساء اللحن الرمادي
لا تكثروا من السؤال عن یقظة البرتقال
على رصیف المیناء
تتجه سفننا صوب المحیطات الضبابیة
نجدف بالمعزوفة التاسعة عشر من الخیبات
حیث سيمفونية الخيبة اكتمل بدرھا
فلنشرق ھذه اللیلة كالقمر البشیر
ولنكف غدا حیث عید العمل على الأرض
واللیل یعرف أني متعب جدا
من السواد في الحرف
ونلتمس رمالا تحمل الحكمة أكثر من ھاؤلاء الثعابین؟ فنار الجمال تحرق الشعراء
بالخیال الفضي، الأمس لیس ھو الحیاة
فلا تعش على ظل خفیف
ومسرح الجوع یشبه الحضارة
حین تضحك علینا
رائحة الإسمنت تخنقني بالمسافات والخریف
وأعشق الطیور وھي ترحل إلى أوكارھا
عند كل مساء
فأحزن لأن عشي بعید ویتحرك الشوق
وتنكسر مرایا الحلم على ساحل الذكرى
فیرحل إلیك كما ترحل الطیور
لا تلملم شظایا الأمل فإن الجرح قدیم
وحیث لا مسكن إلا بقایا ھیاكل رماد
نار رحى اللیل تمسح كل الخطایا
لا تقلقوا على حصاد التاریخ
فأنا أدري لماذا القمح یذكرني بالحرب
ونسعى جاھدین لفھم سجیة النحل
فربما نعثر على أنفسنا في مجون الحكمة
كل الطرق تجذب المجانین للحلم
نسافر مع نور الشمس ولكن أین ھو طریقي
إلى الشرق الربیعي
من عتمة الليل الغارق فينا
وسنعود مباركین
بعد ھذه الیقظة الصباحیة اللحن
فلا مكان للأسى والكدر حیث یسكن الناي
وھاھو الرحیل قابع في زاویة الحزن
مرة أخرى لا مكان للأسى بعد ھبة النور
یا لیت شعري كیف یحضن ھذا التراب
مروج أرواح كانت بالأمس بساتین زاھرة للأمل
لما نادى الدیك كل ھمة لبوح الصبا
وھاھو سفیر السماء یظھر في شعري
كالبرق بدون إذن الفؤاد
فمتى نسیر نحو نھارنا الموعود
أیھا الناس المسافرون عبر سواد الشوق
أفي النھار شك بعد ھذا اللیل الطویل
ألم یأن لك أیھا القلب المخلوع عن عرشك أن تسیر إلى شعبك الأول في الآفاق؟
كم حلقة كالكواكب كانت تدور حول باب الفراق
تدور حولھا أیام الملك المنفي – الغریب
ھاھنا یسكن سواد وجع السؤال ولا یشیب
سأخنق كل ذكرى بحبل مسیرتي
في الرجوع الحتمي…
وحیث استنشاق نسیم الغوایة
یتحول إلى حكیم صامت
نصبنا معسكرات النھارات
بدون ألوان قوس قزح…
وأنا لا أدري كم مرة عشقت نورا
أفنى فیه كالفراش المحترق
وتنعدم الأبعاد
في لب حیرة الجمال
فأين ھو نوري
فیعتقني من رق ھذه العتمة
سمير السالمي – المغرب
اترك تعليقا