ولدنا على صفحة بيضاء، كنا صغارا نلعب ونلهوا، لا فكرة تشغلنا ولا رأي يهمنا، كان همنا الوحيد اللعب واللهث وراء أحلامنا الصغيرة، يداعبنا هذا وذاك، بريؤون في وجوه الكبار، يستنشقون منا عبق البراءة والصفاء، هكذا كنا، ومرت الأيام، أيام ثم أيام، حتى نمت في عقولنا أفكارا وعادات مجتمعية، أخذناها من مجتمعنا المريض، جمعناها كلها في سلة، ثم غربلناها، اتضحت وجهتنا أنذاك، سعينا وراء حلمنا الطفولي، ومازالت نسمة الطفولة تلاحقنا، بنينا حلمنا الصبياني .”كالعشة”، ذلك المكان الضيق الذي كنا نشيده بأدينا الصغيرتين، ونربط أوتاده بالوسادة…
هل تتذكر تلك الأيام، وكل النقاء الذي كان يسري في عروقك، وعند الانتهاء، تدخل إليها بفرحة عارمة مع أصدقائك أو أقربائك وتمثلون دور “المنزل”.
استرجعنا ذلك الحلم وعوضناه بحلم مستقبلي، زركشناه بالتعب والنهك على أمل الوصول إليه، في زمن انصهر الحديد من كثرة ألمه، ألم مبرح، ولكن مع ذلك، نفوسنا لا تعرف الكلل ولا الملل
مرت بعدها سنوات، استيقظنا من سباتنا العميق، بسبب ضغطه علينا فولد انفجارا، كفر الاحلام، مرارة الأيام، استيقظنا على صدمة الأنفس، صدمة الأيام الجوفاء التي تصادمت مع جليد الحياة كسفينة التيطانيك التي ارتطمت بالجبل الجليدي، لا هي عادت إلى الوراء، ولا هي شدت رحالها إلى الأمام، منها ما قد اندثر ومنها ما قد تشبت بنبراس الأمل، وهكذا…..
#”نحن أحياء وباقون … وللحلم بقية”.
درويش
سكينة ميموني – مدينة وجدة
اترك تعليقا