“ليت موتي يكون أكثر منطقيا من حياتي”.
من أجمل العبارات التي تحمل تيمة فلسفية في فيلم الجوكر، هذا الشريط السينمائي الذي أبدع فيه كاتب السيناريو وتميز فيه مخرجه ” تود فيلبس من خلال طبيعة ترجمته للسيناريو على الشاشة. لكن الامر الذي شد المشاهدين وأنا من بينهم هو الذات الفاعلة في الفيلم، تلك الشخصية التي تعاني من اضطراب عقلي نادر.
من هذا المنطلق يمكن أن نقوم بتحليل تيمة واحدة من بين التيمات العديدة في الشريط الفيلمي.
*الذات بين الطموح والتمزق
لاشك أن المتلقي سيجد في بداية الفيلم الدات الرئيسة- المهرج- وسط الشارع باعتبارها ذات فاعلة في المجتمع، دات تحاول القيام بشيء إيجابي تجاه المجتمع، شيء بسيط في شكله لكنه أكثر عمقا من ذلك، إضحاك الناس.
لكن سرعان ما يجد المشاهد نفسه أمام مشهد محزن، تعرض الذات البطل للعنف من طرف بعض المراهقين، فما السبب؟
كان هذا المشهد هو بداية البداية، كان هو الدافع الذي جعل الذات تكشف جانبا اخر من شخصيتها الممزقة، ولعل مشهد الميترو – تقديم بطاقة عن الحالة المرضية المسببة للضحك اللا إرادي- دال على أن شخصية الجوكر تحمل دلالات متعددة، منها طبيعة تعامل المجتمع أو الاخر مع الذوات التي تعاني اضطرابات نفسية أو عقلية،- الخوف والنفور- ثم من جهة ثانية طبيعة رؤية هذه الذوات للاخر وللمجتمع.
كان المخرج ذكيا في إختياره للشخصية سواء من حيث الملامح أو البنية الجسدية، فقد حاول عرض طبيعة هذه الذات كأنها ذات طفولية، ذات تعشق الكوميديا و رهنت حياتها فقط لاسعاد المجتمع من خلال الفن، بيد أنه مع سيرورة الاحداث وتطورها تبدأ الذات بالتشوه من خلال اعتراض موضوع القيمة الذي تسعى إليه.
إذ نجد من المعيقات الذوات الفاعلة في ميدان الكومديا من خلال التحريض و وزرع اليأس في الذات الفاعلة الجوكر، ثم نظرة المجتمع بدوره السخرية و عدم إحترام مجهوده.
هكذا خلقت الذات عالما خياليا موازيا لحياتها بعد أن أغلقت عليها جميع سبل الحياة، المسار المهني، اكتشاف الاب الحقيقي، اكتشاف مرض الام، وسبب الاصابة بهذا المرض كلها عوامل جعلت ذات الجوكر تفقد صوابها لتصبح ذاتا متمردة تمقت المجتمع المزيف وتسعى إلى الانتقام، ذلك المجتمع الذي لا يقبل لاخر كما هو، المجتمع الذي ينسخ نسخا على مقاسه.
في الاخير يمكن القول، أن شخصية الجوكر، شخصية ذات بعد سيكولوجي بامتياز، شخصية حاولت التصالح مع المجتمع قبل تظهور حالتها النفسية وفقدانها الامل في تقبلها كما هي، بل يمكن القول أن المجتمع كان بمثابة عامل مساعد على تحولها إلى ذات انتقامية، فالمشاهد سيكتشف أن الذات كانت تدخل في أحلام اليقضة في الغرفة باعتبارها المنفذ الوحيد، في حين تم تصوير الشارع كعلامة دالة على قيم الشر والتمزق الاخلاقي، لينتهى الفيلم بطريقة طريفة كوميدية على النسق الفني الذي تعشقه الذات وكما كانت تحلم وإن كانت بصيغة مشوهة.
“ليت موتي يكون أكثر منطقيا من حياتي”.
من أجمل العبارات التي تحمل تيمة فلسفية في فيلم الجوكر، هذا الشريط السينمائي الذي أبدع فيه كاتب السيناريو وتميز فيه مخرجه ” تود فيلبس من خلال طبيعة ترجمته للسيناريو على الشاشة. لكن الامر الذي شد المشاهدين وأنا من بينهم هو الذات الفاعلة في الفيلم، تلك الشخصية التي تعاني من اضطراب عقلي نادر.
من هذا المنطلق يمكن أن نقوم بتحليل تيمة واحدة من بين التيمات العديدة في الشريط الفيلمي.
*الذات بين الطموح والتمزق
لاشك أن المتلقي سيجد في بداية الفيلم الدات الرئيسة- المهرج- وسط الشارع باعتبارها ذات فاعلة في المجتمع، دات تحاول القيام بشيء إيجابي تجاه المجتمع، شيء بسيط في شكله لكنه أكثر عمقا من ذلك، إضحاك الناس.
لكن سرعان ما يجد المشاهد نفسه أمام مشهد محزن، تعرض الذات البطل للعنف من طرف بعض المراهقين، فما السبب؟
كان هذا المشهد هو بداية البداية، كان هو الدافع الذي جعل الذات تكشف جانبا اخر من شخصيتها الممزقة، ولعل مشهد الميترو – تقديم بطاقة عن الحالة المرضية المسببة للضحك اللا إرادي- دال على أن شخصية الجوكر تحمل دلالات متعددة، منها طبيعة تعامل المجتمع أو الاخر مع الذوات التي تعاني اضطرابات نفسية أو عقلية،- الخوف والنفور- ثم من جهة ثانية طبيعة رؤية هذه الذوات للاخر وللمجتمع.
كان المخرج ذكيا في إختياره للشخصية سواء من حيث الملامح أو البنية الجسدية، فقد حاول عرض طبيعة هذه الذات كأنها ذات طفولية، ذات تعشق الكوميديا و رهنت حياتها فقط لاسعاد المجتمع من خلال الفن، بيد أنه مع سيرورة الاحداث وتطورها تبدأ الذات بالتشوه من خلال اعتراض موضوع القيمة الذي تسعى إليه.
إذ نجد من المعيقات الذوات الفاعلة في ميدان الكومديا من خلال التحريض و وزرع اليأس في الذات الفاعلة الجوكر، ثم نظرة المجتمع بدوره السخرية و عدم إحترام مجهوده.
هكذا خلقت الذات عالما خياليا موازيا لحياتها بعد أن أغلقت عليها جميع سبل الحياة، المسار المهني، اكتشاف الاب الحقيقي، اكتشاف مرض الام، وسبب الاصابة بهذا المرض كلها عوامل جعلت ذات الجوكر تفقد صوابها لتصبح ذاتا متمردة تمقت المجتمع المزيف وتسعى إلى الانتقام، ذلك المجتمع الذي لا يقبل لاخر كما هو، المجتمع الذي ينسخ نسخا على مقاسه.
في الاخير يمكن القول، أن شخصية الجوكر، شخصية ذات بعد سيكولوجي بامتياز، شخصية حاولت التصالح مع المجتمع قبل تظهور حالتها النفسية وفقدانها الامل في تقبلها كما هي، بل يمكن القول أن المجتمع كان بمثابة عامل مساعد على تحولها إلى ذات انتقامية، فالمشاهد سيكتشف أن الذات كانت تدخل في أحلام اليقضة في الغرفة باعتبارها المنفذ الوحيد، في حين تم تصوير الشارع كعلامة دالة على قيم الشر والتمزق الاخلاقي، لينتهى الفيلم بطريقة طريفة كوميدية على النسق الفني الذي تعشقه الذات وكما كانت تحلم وإن كانت بصيغة مشوهة.
الآراء الواردة في هذه المشاركة تعبر عن رأي صاحبها فقط.
اترك تعليقا