كل الأشياء، بما في ذلك نظرة الغرباء و التفاتة الصديق و أعذار التائهين، كل التفاصيل الغارقة بين عيون البشر و كل النوايا تثير دهشتي و سؤالي هذا لا يفارقني : لماذا؟
لماذا أريد أن أعرف لماذا؟ و ما الفائدة من ذلك؟ أريد أن أعرف الحقيقة، و كم من حقيقة عرفت و أحطت بها و لازال هذا السؤال يرهقني. لقد عثرت على قصص مبعثرة و نظمتها و أحسنت ترقيمها و صياغة جملها، لكنها وجدت لتكون مبعثرة و أنا كالحظ السيئ أتلفت جل معانيها و معانيها متكبرة لا تقبل الانسجام. لماذا نظمتها؟
كنت أظن أنها تحتضر. فكرت أن شخصياتها تطلب النجدة من كاتب مبتدئ لا يجيد ضبط الأزمنة و الأمكنة. حسبت أن عنوانها لا يؤدي سوى إلى عتبة باب حديدي حيث الصدأ و بقايا الشبكات العنكبوتية التي باءت بالفشل، تضجر المارة و عابري السبيل و الأطفال، حتى ساعي البريد يعترف بعدمية هذا العنوان و عدم صلاحيته. لكن لماذا تجرأت على ترميمها؟
كنت أظن أنني أجيد التأويل، و نسيت أن بعض الظن إثم و ذنب لا يغفر. كفاعل خير لا تؤثر فيه نظرات الغرباء قدر ما تدمره نظرات السائلين المرهقة عيونهم بالمن و الأعذار المتشابهة كلماتها، عزمت على إسداء خدمة لشخص ما لا أعرفه و إذا بي أتنفس الصعداء جراء ارتجالي هذا العصامي غير المرخص له. لماذا تجرأت؟
لقد كانت كل الشخصيات تطلب النجدة و تم توريطها في متاهة لا نهاية لها. كان “روبيرتو” يناجي نفسه منذ سنوات”، و يكلم نفسه في صمت مبالغ فيه. في القلاع الشامخة بين التلال و في أرجاءها، كان يلاحق شبحا دون جدوى. و كان أحادي التفكير، دغمائي الأفكار، واثقا من انه لن يسمح لأحد أن ينتشله…
يتبع.
اترك تعليقا