منذ البدء… منذ البدء كنت
نعلاي من ورق الجِد…
أزهقت الزمن ركضا…
ما استسلمت.
ما هزمتني عقارب الوقت
وقفت لها بالمرصاد دوما
القرفصاء اجلست الأيام
نظفتها خصلة… خصلة
بماء الثلج… بانفاس الصبح
برذاذ الموج…
عطرتها بملح و أعشاب البحر
غسيلا اشبعتها شمس الصيف
تمثالا زينتها بلون الطيف.
على قدم و ساق…
أو قفت كل شيء….
الأسماء… المسميات…
كل الاشياء… كل المتناقضات
كل السفن و الباخرات.
“لاراحة في الدنيا” رددها ابي
آلاف المرات
شذبت الضفائر المنسابة
على شط العمر…
مشطتها بأسنان الصخر
من الوحل كنست الماء
اوكار اليمام جنبت الرياح
سقيتها حد الارواء… حد الرواء
أطعمتها بذور الهناء
كل الأنامل… اغرقت
في نقيع الورد و الهواء
ما رضيت الا الحب بيرقا
في شرفات النبض
و حجرات الفؤاد…
في كل المعابر و الممرات.
نجما… شفقا في ثغر الألحان
قلائد في جيد الايام…
وهما على خصر الفراشات.
ذات زلزلزلة.. تشظت الفصول
أخطأ الربيع درب الوصول
“ان زلزلة الساعة شيء عظيم”
على صفيح ساخن تمدد الحلم
في عمق الحشا تمطط
ثقب الأوزون
ها قد تصبب الوقت إرهاقا
كالمجنون…
هطل الكون اغترابا
و بشجون…
رد الزمن الكيل مكيالين
بل ثلاثا او اكثر من ثلاث
كلّ الأمور
اقعدها كراسيّ… غير متحركة
أزلا… سرمدا
ساكنة… صامتة…
لاذ الحضور بالغياب
لاذ الغياب بالحضور
لا حضور للحضور
و لا حضور الا للغياب
تطاول.. عرّش في الامداء
مد حباله في سعف الفضاء
يمخر صدى السنين و العباب
في شقوق الروح
و ترياق المحال
.
.
خديجة بوعلي
خنيفرة المغرب
اترك تعليقا