بما أن الإنسانية هي أسمى ما يمكن أن يملك المرئ ..
و هي أفجع الخسارات إن فقدت ..
و الأزمة التي يعيشها الإنسان اليوم ما هي إلا نتاج تلك الخسارة
فسأحاول أن أهمس لمن آذانهم توصل لشريان ذواتهم للذين تنتفض قلوبهم لغيرهم كما لأنفسهم ..
للذين يرغبون في جبر الخسارة ..
و للذين يودون وضع الأصبع على ما يجعل الإنسانية في أزمة (عنوان السلسلة)
الأزمة الأولى 1
( أزمة حب )
و بما أنني سأود الحديث عن الإنسان فلأحدثكم عن منبع قوة الإنسان و مرتع ضعف الإنسان..
فلأحدثكم عن {الحب}..
و لأخص بالذكر الحب بخوصصته لا بشموليته
الحب الذي أفقدناه الكثير من عمقه..
الحب الذي صار الاعتراف المفخخ للنيل من الإنسان الآخر ..
الحب الذي أضحى العملة الأكثر من النادرة في كون أبهى ما فيه المادة الزائلة ..
الحب الذي شرد القلوب، و إن لم تكن سوى مضخات دموية..
و دمر العقول و إن لم تكن سوى مراتع افتراضية ..
الحب الذي سلب كل شيء من كل شيء فأقام الدنيا و لم يقعدها..
الحب الذي لا نفقهه لا جملة و لا تفصيلة.. و الذي ماكان حبا.
و سأقتبس و إن لم أكن أحب الاقتباس..
يقول مفضلي المبهر المحترم
مصطفى محمود
” لم يشفنا الحب أبدا لأننا لم نتعلم بعد كيف نحب* لأجيبه أنا و بكل تواضع أمام هيبته.
{ليس المشكل في عدم درايتنا بكيف نحب، بل بعدم إدراكنا لماهية الحب كأصل..
الحب لم يعد يشف يا سيدي لأنه صار المرض..
و لم يعد يسعد يا سيدي لأنه أصبح الألم ..
و لم نفقه فيه شيئا لأننا لا ندنوا منه بمبدأ الإنسانية بل بخنوع للعرف و برغبة في التملك و غطرسة في السلب..
الحب يا سيدي ما كان حبا بجعل الإنسانين في قالب واحد.. فالإنسان يا سيدي منفصل رغم التمازج..
و الحب يا سيدي ليس إثنان في واحد، بل إثنان بعمق واحد و بذوات مختلفة .
الحب يا سيدي هو اللامشروط لا المشروط ..
هو النية التي لا تولي كل شيء للقدر بل تضع الاختيار كهاجس و القدر كدافع ..
نحن مخيرون يا سيدي فيما نعلم، مسيرون فيما لا نعلم و لسنا ضحايا القدر كما يصيح السطحيون.
الله يا سيدي يرزق الحب من يشاء و المرزوقون يدمرون الحب كما لا يُشاء
الله يا سيدي يخلق النعم و الحب يا سيدي واحدة من النعم..
و الكثيرون يا سيدي لا يقدرون هذه النعم.
أعاتب الإنسانية جمعاء لأنهم أفقدوا الجمال كل شيء جميل فيه..
و أفقدوا الحب كل شيء محبب فيه و حصروه فيما لا يرضي لا الخالق و لا الخلائق
ليصير الحب سخرية الأفواه، و نظرة البؤساء و حنكة البلهاء ..
فإن رزقتم يوما حبا، فأحبوا بعمق فما دون ذلك انتحار.
أميمة البوحاميدي
تبارك وما شاء الله اللهم زد وبارك
رائع جدا .. موفقة ان شاء الله