لم أنس كلمات الحذر تلك وهي تلاطف شفاهها، كانت في محط حيرة يعتريها ذهول لما وقع للتو. كيف لا وهي تواجه الخبر كالصاعقة، اختلطت بها المشاعر. فلم تعرف هل تضحك أم تكتب الجواب الذي طال انتظاره، مر عليها اليوم وهي تقرأ الرسالة وتعيدها، فمرة تحتضن كلماتها بحب، وتارة أخرى تهاب تلك الحروف التي سبق ولسعتها، كأنه الحلم يراود مخيلتها. تمالكت مشاعرها وكأنها لا تبالي، وارتشفت من فنجان قهوتها المسائية، وقد اختلطت في كيانها بابتسامة مسروقة وهي شاردة التفكير. اختلط فيها الحلم بالواقع، فأيقنت أن الأوان قد حان فعلا. وهو في منعزل عن العالم في غرفته تحت وطأة تفكير وقلق عميق. هل يا ترى ستتفهم مشاعره الصادقة؟ هل قام بإيصال ما في قلبه من صدق؟ تخالطت المشاعر بين الحيرة والقلق والفرح والتوتر، وتعالت في غرفته مواويل وديع الصافي التي يعشقها. فاستسلم لنوم عميق عله يستيقظ على وقع الظفر بما أراده بصدق وصفاء. يتبع…
يتبع…
اترك تعليقا