اسمها حمامة، وهي كالحمامة ، لا تفارق الابتسامة محياها ، كل من في القرية يحبها لسعيها للخير ومساعدتها للجميع ، ارملة مات زوجها مند سنوات ، لم تنجب اولادا، لكن بالنسبة لها جميع اولاد القرية اولادها ، هي مولدة ذات كفاءة عالية ، وصل صيتها حتى القرى المجاورة ، لا يمكن ان تسال احدا من السكان عن حمامة العروسية الا وبدا بمدح خصالها ، شجاعتها، نبلها ، طيبوبتها جمالها بطولتها ، هي مناضلة ومقاومة، كان دورها ايام الاستعمار اشعار ا لمقاومين الابطال بمكان وجود دوريات الجنود الاسبان ، تبعث لهم رسائل عبر “اعيوع” ، هو موال جبلي تؤديه النسوة في المناطق الجبلية الشمالية لحظة عملهن في الحقول والمزارع ،يصل صدى صوتها الجميل القوي مسامع المقاومين من خلال فك رموز اشعار وكلمات موالها ، يفهمون محتوى الرسالة .
حمامة مسقط راسها قبيلة بني عروس ، لدى لقبت بالعروسية ، ولها لقب آخر تفتخر وتعتز به هو عروس ماطا ، عروس ماطا دمية قصب ، من صنع نساء القرية يتم تغطيتها وتزيينها بثوب مزركش تتزين به العرائس في المنطقة ، هي لعبة يلعبها شباب القرية الفرسان الشجعان يتنافسون فيما بينهم للحصول عليها ، والفائز تكون مكافاته الزواج من اجمل فتاة في القرية ، وحمامة كانت واحدة منهن وزوجها الحاج عبد السلام كان الفارس الشجاع الفائز.
لم يمهل القدر حمامة ، عروس ماطا حتى تحضر المهرجان الدولي ماطا الدي تنفرد به قبيلة بني عروس ولم تعلم ان اللعبة اصبحت تستقطب سواحا مغاربة واجانب ، وان المهرجان صنف موروثا شعبيا ، ثقافيا ، تفتخر به منطقة الشمال .
حتى لو رحلت ستبقى دكراك للابد ، نامي وارتاحي حيث انت ، فكل عام سيتذكرك العالم وسيحتفى بك، وستزفين من جديد فرحمة الله عليك يا حمامة بني عروس . عروس ماطا.
امال الادريسي من طنجة
اترك تعليقا