مها، فتاة جميلة شابة ،طويلة القامة ، رشيقة، بيضاء البشرة ، عيونها سوداء ، واسعتان كعيون المها، شعرها الاسود الداكن المسترسل على كتفيها يلمع لمعان النجوم في سماء ليل بهيم ، عاشقة للطبيعة، تحب الفروسية ، حلمها ان تصبح فارسة كابيها ، فهي الابنة الوحيدة للحاج فضول صاحب مزرعة لتربية الخيول وترويضها ، رجل وقور محترم ، كتوم لا يحب الاختلاط بالناس كثيرا يحبه الجميع لجديته وسمعته الطيبة ، له اخلاق فارس فهو مقدم السربة في فرقة الفروسية التقليدية التابعة لمنطقته ، يمارس التبوريدة مند نعومة اظافره ، اهتمت عائلته بهدا الفن التراثي مند زمن طويل ، فممارسة التبوريدة تعتبر ارثا للعائلة ، سبق للحاج فضول ان شارك في العديد من المواسم والمهرجانات ، فازت فيها فرقته بجوائز وطنية ، هي مصدر فخره واعتزازه ، دائما ما يقول لابنته مها ان فن التبوريدة فلكلور وتراث مغربي اصيل ، ودليل قاطع ان المغربي فارس له علاقة وطيدة مع الحصان ، ما عليك يا ابنتي سوى مراجعة كتب التاريخ لتتأكدي من دلك
استيقظت مها هدا الصباح باكرا، هو اول يوم في عطلتها الربيعية، فتحت نافدة غرفتها المطلة على الباحة الواسعة التي تفصل المنزل عن الاصطبلات، سرها ما راته ، الارض ارتدت ثوبها الاخضر ، و ازدانت السهول المحيطة بالمزرعة بزهور دات الوان طبيعية، فراشات ، صفراء، حمراء وبيضاء ترفرف هنا وهناك ، عبرت عن اللوحة الجميلة قائلة : يالروعة هدا المكان وسحره ، اشتقت لكل هدا بسبب الدراسة ، اشتقت لمزرعتي ، اشتقت لحصاني الادهم ، ترى هل ما زال يدكرني لقد غبت عنه شهورا تناولت فطورها، حتى انها لم تكمل فنجان قهوتها، طلبت الادن من ابيها وخرجت مسرعة تبحث عن السايس حليم ابن العم عيسى الدي بسبب مرضه وكبر سنه ترك عمله بالمزرعة، نادت حليم ، اتى مسرعا القى عليها التحية ، سالته عن مكان وجود حصانها، اشار بيده : هو هناك اتجهت مباشرة نحوه ، اقتربت منه ، شعر بوجودها ، حرك ذيله وقوائمه الاماميتين، هز راسه تحية لها ، قد عرفها ، اعطته قطعة سكر، لمست عنقه الطويل بيديها، وضعت راسها على راسه كأنهما عاشقين التقيا بعد غياب طويل ، طلبت من السائس ان يحضر لها سرجا لتمتطي حصانها وتركض به بعيدا كما تفعل دائما، احضر لها حليم ما طلبت ، قبل ان تغادر نظرت اليه وقالت: حليم كم احب هدا الحصان ، اجابها لك الحق في دلك ، فالجواد ، وفي لصاحبه، قوي الداكرة، سريع الاستجابة، رقيق المشاعر رغم قوته ، فألادهم لم يراك مند شهور وقد عرفك مند الوهلة الاولى ، ابتسمت وقالت له: حليم انت تعرف الكثير عن الخيول اكثر مني رغم اني الفتها مند طفولتي، لم يجبها ، لكنه سرح بفكره بعيدا ، لاحظت سرحانه فسالته : مابك لما توقفت عن الحديث فحديثك شيق، اجابها : أتعلمين قد كنا نسميك ونحن اطفالا بفتاة المزرعة الجميلة، ضحكت مها وسالته: الان مادا تسمونني وانتم رجالا ، احس بالإحراج وقال لها : مها ، فاجأته بسؤالها: اظنك تنظم شعرا ، اجاب : نعم بكل تأكيد ، طلبت منه ان يسمعها بيتا او بيتين من قصيدته ، تعلل بانه نسي ابياتها ، قالت له وهي تغادر ادا حاول ان تتذكر ولو بيتا واحدا لن أتأخر في العودة ، امتطت حصانها وانطلقت كالريح وهو يراقبها ، بدا يحدث نفسه ، تطلبين مني بيتا او بيتين من قصيدتي ، لا يمكنني، فاسمك عنوان قصيدتي وفكرتها عن حبي لك ، والابيات الموزونة كتبتها واصفا ومادحا فيها جمالك ، وخيالي كشاعر انك ستكونين يوما حبيبتي ، ادا فالقصيدة انت ، وعنوانها اسمك انت، فتاة المزرعة الجميلة.
امال الادريسي من طنجة
اترك تعليقا