من أنا…!
هل أنا نفس الأنا، أم الأنا أخرى لا أعرفها، وتعيش في صراع مونولوجي؛ نتيجة تفكير لا ينتهي لا ينتهي.
تفكير في ماذا…!
هل تفكير في مجهول؟ أم تفكير في مثالب الحياة؟ أم تفكير في عذاب التفكير.
إن التفكير إبداع والإبداع تعاسة، تعاسة لعقول لا تتوقف مطحنة تفكيرهم عن الدوران؛ علها تلد فكرة جديدة تكون مرضية لصاحبها.
لا شيء أبغض عليه غيري، أكثر من صفاء ذهنهم وزرقة سمائهم.
سماء لا أقدام تسير فوقها، ولا رعد ولا برق يثور على تفكيرها.
أما هذه ” الأنا” أيها السادة لا أخفي عليكم أنها تحمل في تفكيرها، جبالا تجري الخيل على قمتها، بل تحمل قولا ثقيلا تفوق وزن تفكيري، فتتصارع فيه خيول أفكاري.
هذا التفكير شقاء وما يزيدني إلا انتكاسة.. تفكير يُسوّد صفحات ذهني.
ما هذا التفكير اللعين، ما يضيف لي إلا الخسارة، ويُولّد جنينا يقطر ألما، بل يدفعني إلى حافة الجنون، لأثور على نفسي وأسقط في أسفل السافلين.
ماذا يريد مني هذا التفكير…؟!
تساؤل دائم الاستمرار، والتساؤل يتكرر بلا نهاية.
أحيانا كثيرة تدخلني الريبة في نفسي، من قبيل: أن يكون هناك شخص آخر استعمر جسدي، ولا أدري متى حدث ذلك – من أين أدري؟ – أو من سبق الآخر.. المهم هناك روح أخرى تشاركني هذا الجسد الذي يغتسِل بدموع الكآبة، وينقش على هذا الوجه مكفهر تجاعيد الشيخوخة و التعاسة ولم أطو بعد رداء الشباب.
إنه تفكير في تفكير يفوقني جنونا ويجثو على أغوار فؤادي، وينفث تساؤلته في جوفي.
ماذا أُقدّم لهذا التفكير..! فالناس تعيش بسلام وقد أسّست حياتها وصنعت أمجادها، وحققت أحلامها، ومشت على جدار آمالها لا تخاف سقوطها.
أما أنا، فأين من كل هذا…؟!
أنا لا شيء، بقيت كما أنا، ولم أتقدم قيد أنملة.
إلى متى هذه النفس وراء قضبان التعاسة، ودائمة تمزّق في حظيرة التشاؤم. هل مكتوب علي وحدي أن أعيش الكآبة، ولا أعبر أبدا إلى جسر السعادة.
دوما في بحث عن شيء يبعدني عن الانتكاسة ويعيدني لوجودي.
أليس أنا كائن يحق له الوجود، في عالم لم أحس فيه يوما بأي وجود…
محمد بن صالح – مدينة تازة
اترك تعليقا